العنف المجتمعي القادم اعظم

العنف المجتمعي...القادم أعظم

                         فايز شبيكات الدعجه

                               رغم أن ظاهرة التوتر المجتمعي التي سادت مؤخرا كانت طارئة و ليست تراثية أردنية كما وصفها البعض إلا أن الأحداث السارية حاليا توفر ظروفا معتكرة قابلة لاستدراج مزيدا من أسباب العراك الاجتماعي  الجاذب للعنف وتهيئ التربة  لتخصيب الشر وحدوث موجة جديدة من حالات الشجار  ستضرب المجتمع الأردني في الفترة القادمة تزداد ضراوتها وتهبط بمنسوب الأمن كلما  اقتربت  أشهر  الصيف  

على مديرية الأمن العام الكف عن مكافحة الظاهرة بعقد الندوات وأن تبادر لقيادة مشروع وطني شامل لطرد الشر فليس من المنتظر أن تحرك أي جهة رسمية أخرى ساكنا في الموضوع  فخضوع أجهزة الحكومة المختصة لسلسلة  الأزمات المتلاحقة التي توالت على رأسها  لم تدع لها  مجالا لتصفح  التقارير أو الالتفات إلى اللجان المختصة  التي حفيت ألسنتها وهي توجه النداءات للاستماع لتوصياتها دون أن تفلح  بحفز  الضمير الرسمي على القيام بشي ولم تقدم  الحكومة ما يمكن اضافتة لميزان حسناتها لترويض الظاهرة أو التخفيف ولو قليلا  من حدتها  بعد أن وضعتها في ذيل اهتماماتها وتمسكت وزارة الداخلية  بشعار لخصته بجمله واحدة مفادها أنها مصممة على مكافحة الاحتقانات الاجتماعية بكل حزم وتردد هذا الشعار  مرارا دون أن يقال  لنا متى وكيف    

عموم التوقعات  تشير إلى آن الأجواء مرشحة لحصول وقائع أكثر إيلاما وخطورة مع مرور الوقت و ستلاحق مشكلة  الأمن الاجتماعي المتراكم نظر الحكومة كذبابة العين بعد أن اقتصرت الجهود على تشكيل اللجان ولم تحظى المسألة بأولوية ربما كان  لتجنب سلوك دروبه الوعرة أو أنها شخصت  كحالة ميؤس من شفائها ولربما لان الموضوع برمته لا يستحق أكثر من تلك  الدرجة من الاهتمام  من وجهة نظر  يائسة  فطرحت الموضوع جانبا ولم يتم اعارتة أدنى  اهتمام

الجهود الشعبية والمشاركات غير الرسمية المتفرقة  متواصلة  و أكثر انجازا وأهمية  وقدمت أقصى ما لديها من التوجيه والإرشاد وأقامت والمؤتمرات والمحاضرات دون انقطاع  لكن  مساهماتها على أهميتها وكثافتها  ستبقى ردفية و عاجزة عن وضع حلول جذرية تنهي المشكلة وقاصرة عن تحقيق أهدافها لأنها غير منتظمة لضعف إمكانياتها وعدم القدرة على  إدارة العملية لوحدها وهي  تجري في غياب المجهود الحكومي الجاد  ما يجعل المجتمع مهددا مرة أخرى بأكثر من مجرد العنف

فما يميز المرحلة المقبلة تأثرها بمجمل التعقيدات الاجتماعية والسياسية الإقليمية المتمردة الأمر الذي  يجعل احتمال  تحول حالات العنف الاعتيادية إلى شرارة تفضي إلى شغب عارم وفتن  احتمالا واردا  سوف يتخذ مسميات تفرض نفسها في  أجواء الفتور واللامبالاة  وحيث لم تعد الاجراءت الأمنية والقضائية وكل الضوابط الأخرى التقليدية مفيدة في الواقع الجديد لان هناك  فراغ مرتبط بعدم وجود إستراتيجية وطنية تستند إلى قراءة علمية تحاكي المستجدات  للمباشرة بوضع حلول عملية نحن الآن  بأمس الحاجة إليها أكثر من أي وقت مضى