" إسترتيجيات " الوزرات .. إسألوا مراسل معالي الوزير

 

اخبار البلد- حسين العموش-ابتلينا بتعدد الوزراء ، وللتندر فقد قرأت لأحد الكتاب العاملين في وزارة السياحة أنه مر عليه في عام 2010 ثلاثة وزارء ، لنسجل أننا في الأردن البلد الذي يغير الوزير كما يغير ملابسه .

 

أكاد أجزم أنه لو أجريت دراسة سريعة على عينة من أبناء الشعب الأردني لسؤاله عن إسم الوزير في الوزراه الفلانية لتحدث عن أسماء بعيدة كل البعد عن الوزير الحالي .

 

الأردنيون لا يحفظون أسماء وزارئهم لكثرة تغييرهم وتبديلهم ، في مقابل دول عربية أخرى يحتفظ الوزير بمكانه لسنوات ويسأل ان إنجازات على أرض الواقع .

 

الصورة عندنا كالتالي : تشكل الحكومة ، يؤدي الوزراء اليمين الدستورية ، وما أن يبدأ الوزير بمعرفة أسماء موظفي مكتبه وبعد أقل من شهرين تبدأ الصحف بالكتابة عن تعديل وزاري ، يتوجس الوزارء خوفا من تغيرهم فيمسكون عن توقيع الكتب وإجراء التنقلات ، وينتظرون القدر ، يبدأون بالبحث عن كيفية اإستمرار في مكانهم فينشغلون عن عملهم بمتابعة " آخر أخبار التعديل الوزاري" .

 

وبعد أسابيع من الإنتظاريأتي التعديل الوزاري بوزراء يتم الترويج لهم على أنهم ( منقذين ) وأنهم سيحلون مشاكل الأردن .. وأن لديهم خبرات في المجال الفلاني والعالني ... الخ الخ .

 

يبدأ الوزارء الجدد بوضع " إستراتيجية لعمل الوزاره "- أقسم بالله إني كرهت هالكلمة - ، لو رافبنا ودققنا في اول تصريح لأي وزير جديد سنكتشف بأن أول تصريح له هو قوله بأنه سيضع إستراتيجة لعمل وزارته ، وتبدأ ماكنة العمل في الوزارة : " معالبه مستعجل على الإستراتيجية ، وعد دولته إنه يجهزها خلال ثلاثة اشهر" .

 

الامين العام بالطبع سيشرف على وضع " الإستراتيجية " مساعدي الامين العام في إجتماعات متواصلة ، العالقات العامة في الوزارة ، المدراء في المركز ، مدراء الميدان ، السكرتيرات ، مدير مكتب الوزير ، الوزارة خلية نشاط ، الزائر إلى الوزارة يسأل عن الحراك غير الطبيعي فيجيبه مراسل الوزير " الوزارة قايمه قاعده ، معاليه كلفهم بوضع إستراتيجية للسنوات الخمس القادمة "

 

ثلاثة أشهر تنقضي بطباعة آلاف الورقات وتبكيتها ، ووضعها على مكتب معاليه بغلاف فسفوري ، وأوراق فسفورية لتنبيه الوزراء بمكامن القوة والنضوج في الإستراتيجية الجديده ،الوزارة تتعطل ثلاثة أشهر لوضع " إستراتيجية " .. إلى هذا الحد الوضع عادي وتمام التمام .

 

معالي الوزير يرفع سماعة التلفون المباشر مع الرئاسة  ، ويطلب من مدير مكتب الرئيس موعدا لعرض الإستراتيجية على مجلس الوزراء ، فيجيبه الاخير بأنه سيعود للإتصال به ، يرن الهاتف الخلوي لمعاليه ، يرد ، على الطرف الآخر صحفي يخبر معاليه بأنه خرج في التعديل الوزاري ، تأتي سكرتيرة معاليه برزمة الصحف اليومية التي كتبت خبر التعديل ، يلملم أوراقه ويترك على مكتبه " الإستراتيجية " – ماغيرها - ، وعلى الباب يقابل الوزير الجديد ، يتبادلان السلام ، ويجلس الوزير الجديد على الكرسي .

 

مراسل "معاليه " يقدم له فنجان القهوة وسط تقدم حشد من الموظفين للمباركة لمعاليه ، يضع المراسل فنجان القهوة على المكتب ويضع إلى جانبها كوب من ماء الصحة ، وعلى الصينية الفارغة يضع المراسل الإستراتيجية - ما غيرها – ويهم بالخروج ، وهنا يتدخل الامين العام ويسأل : " وين رايح بالإستراتيجية " فيقول المراسل : " عالحاويه زي كل مرة  " وهو ينظر إلى الوزير الجديد ، الوزير الجديد طبعا يعجب بذكاء المراسل ويصرف له مكافأه على فطنته وذكائه .

 

وللعلم فقط فإن مراسلي الوزراء جميعهم يحصلون على مكافآت ، وأحلى " إستراتيجية "