هل نحن بحاجة لتلفزيون جديد؟

هناك توجه حاسم في الدولة للبدء بمشروع تلفزيون الخدمة العامة، وان ملفه تم نقله من الحكومة الى الديوان الملكي، وتم حسم أسماء من يديرونه.
يقال إن الميزانية المرصودة لمشروع تلفزيون الخدمة العامة عشرة ملايين دينار، وان هناك إرادة لجعل الخطاب مهنيا موضوعيا متوازنا.
من الناحية النظرية نصفق لفكرة إعلام رسمي أردني فضائي يذهب الى المهنية اكثر، ومن هنا ستجد الجميع يشجع ويصفق فهذا مطلب كل الإصلاحيين.
لكن نريد أن نكون موضوعيين ونفكر بمدى نجاح التجربة فما إن سألت احد المسؤولين الحاليين او السابقين الا ورفع حاجبيه رافضا فكرة النجاح، وحجتهم ان الاستقلالية مستحيلة.
هنا السؤال الاهم: لماذا تريدون تلفزيونا جديدا، أهي الموضوعية وعرض الآراء؟ فهل ستطيق أجهزة الدولة الأمر ام انها ستتحسس، وعندها يحدث التدخل ويتم وأد الفكرة وخسارة كلف المشروع.
تصوراتي ومع احترامي لشخوص من سيديرونها (فهد خيطان وايمن الصفدي)؛ فإنهم لن يقاوموا غياب إرادة انطلاق حرية التعبير في الاعلام الممول رسميا.
اما القضية الأخرى فهي السؤال عن مصير التلفزيون الاردني والى أين سيذهب، فالمنطق انه سيسقط أمام تلفزيون الخدمة وسيتحول – ربما – الى جمعية خيرية.
القضية لا تصلح بالفزعة فلابد من قراءة الواقع والارادة معا؛ فحماسة الفكرة ونظريتها أمر وامكانية التطبيق أمر آخر.