مقال بعنوان مؤسسة إشربوا قهوتكم للجاهات / مطلوب شريك لمشروع تجاري ناجح


مع تطور الحياة وتعقيداتها ومع تعمق مفهوم الجاهات في الأردن وكثرة الطلب عليها صار لا بد من التفكير بمأسسة هذا النشاط الاجتماعي وتنظيمه بطريقة تساعد في تحقيق غاياته بكل يسر وسهولة.
فكرة المشروع هي عبارة عن إنشاء مؤسسة ربحية تقوم على أسس تجارية، ومهمتها توفير الجاهات لشتى المناسبات، فمن الملاحظ أن زيادة الطلب على الجاهات أصبح يشكل عبئا ماليا وتنظيميا على المستهلك، وحيث أن الطلب على هذه السلعة الإجتماعية في تزايد مستمر فإن هذه المؤسسة ستطرح نفسها في السوق لتقديم خدمات تنظيمية فيما يتعلق بالجاهات، وذلك لتحمل أعباء التنظيم عن المستهلك في مقابل بدل مادي يتناسب مع حجم الخدمة المقدمة.
ابتداءَ فإن هذه المؤسسة ستكون ربحية وبالتالي فإنها تعرض تقديم الخدمات لفئة المستهلكين القادرين على الدفع، حيث أن الفكرة تقوم على أساس التعاقد مع عدد من الوجهاء من شيوخ ومسؤولين سابقين ليكونوا متوفرين عند الطلب لترأس الجاهات والتحدث بإسمها، وذلك مقابل بدل أتعاب يدفع لهؤلاء الوجهاء وفقا لوزن الوجيه الإجتماعي ولموضوع الجاهة وأهميتها.
المرحلة الأولى من المشروع ستكون في العاصمة عمان ثم تتوسع تدريجيا في باقي المحافظات، وسيتم تسويق الخدمات من خلال وسائل الإعلام والإتصال المختلفة وذلك بعد الحصول على التراخيص اللازمة.
عناصر القوة التي ستضمن نجاح المشروع تتمثل فيما يلي:
أولا: سيوفر تقديم الخدمة من خلال مؤسسة تجارية مصدر دخل جيد للوجهاء وسيجنبهم الحرج الذي يسببه التعامل المباشر مع المستهلك طالب الخدمة.
ثانيا: ستحمل المؤسسة الأعباء الإدارية والتنظيمية عن المستهلك وسيوفر هذا على المستهلك القادر على الدفع الكثير من الوقت والجهد.
ثالثا: سيكون أمام المستهلك فرصة للتخلص من الإحراج الذي قد يتعرض له أثناء سعيه لتوفير الرؤوس المطلوبة للجاهة، إذا قد يطلب من أكثر من شخص ويجدهم يعتذرون عن تقديم الخدمة لأسباب مختلفة، أما عند وجود هذه المؤسسة فما على المستهلك القادر على الدفع إلا أن يطلب الخدمة من المؤسسة وفقا لمتطلباته وقدراته المالية.
رابعا: سيعتمد تسعير الخدمة على وزن الوجهاء وعدد المرافقين للجاهة وبذلك يمكن توفير مجموعة من العروض التي تناسب القدرات المالية المختلفة للمستهلكين.
خامسا: ستلاقي الخدمات التي تقدمها المؤسسة طلبا كبيرا من فئات مختلفة من المواطنين وخاصة أولئك الذين يملكون القدرة على الدفع ولكنهم يفتقدون للشبكة الاجتماعية القادرة على تنظيم جاهة وفق المعايير التي يرغب بها المستهلك.
أما على الصعيد العام فسيحقق المشروع الغايات التالية:
أولا: سيحقق فرص عمل لآلاف المواطنين، حيث سيكون هناك طلب على أعداد من الكومبارس الصامت الذين يرافقون الجاهة.
ثانيا: سيسهم المشروع في تحقيق العدالة الاجتماعية إذا تصبح الجاهات الكبيرة متاحة للمواطنين الذين لا ينتمون إلى عشائر كبيرة.
ثالثا: سيساعد المشروع في تخفيف الضغط على المحاكم وإجراءات التقاضي بين المواطنين.
رابعا: سيدعم المشروع فكرة مأسسة العمل الاجتماعي مما يحقق الغايات المرجوة من هذا العمل.
وأخيرا فإن هذه الفكرة قابلة للتطبيق الفوري ولا تحتاج إلى كلف مالية عالية لتنفيذها، فعلى من يرغب بالمشاركة في المشروع مرافقتي إلى وزارة التنمية السياسية لطرح الفكرة عليهم والحصول على مباركتهم للمشروع لما يقدمه من خدمة جليلة للوطن والمواطن، ولما يسهم به من تطور حضاري ومدني في مجتمعنا الأردني.
د. عبد الرؤوف ربابعة
28/8/2015