«طلعت ريحتكم»...

تبدو حملة «طلعت ريحتكم» اللبنانية وكأنها كتلة الثلج التي تكبر وتكبر، وقد تنتهي بخروج الجميع الى الشوارع مطالبين برحيل الحكومة، لتصبح البلاد بلا رئيس جمهورية، ولا رئيس وزراء، وبمجلس نواب مشلول ومشكوك بدستوريته أصلاً.

كل الشاشات اللبنانية كانت أمس تنقل الاعتصام الذي بدأ صغيراً، وها هو يتحول الى مظاهرات، وقد يتحول غداً الى إضراب عام، لتنضم الشوارع الى الواقع السياسي المأزوم، وتدخل البلاد الى شلل عام لا يمكن توقع النتيجة التي سينتهي بها.

عنوان «طلعت ريحتكم» يحمل الكثير من المغازي، أولها السطحي الواضح وهو رائحة الزبالة التي تملأ كل الأمكنة، وأهمها رمزه، الى الفساد الذي يحكم عمل الطبقة السياسية الذي ملأت رائحته كل الأمكنة ايضاً.

ليس من مصلحة أحد ضياع لبنان، كما ضاعت غيره من الدول، وأمس أعلن رئيس الوزراء ان بلاده ستعلن قريبا دولة فاشلة، ولعل هذا مقدمة لاستقالته ورحيل الحكومة، ولا يملك محبو لبنان سوى الدعاء له بالخير والخروج قريبا من دوامة قد تكرر حكاية القشة والبعير.