وزارة الزراعة وتشجير الأردن

تقلب على وزارة الزراعة منذ تأسيس الدولة الأردنية عام 1921عشرات الوزراء وبعض هؤلاء الوزراء يحملون أعلى الشهادات في الزراعة ولهم خبرة طويلة سواء في الجامعات أو مع منظمات الأمم المتحدة لكن مع الأسف الشديد لم يترك أي وزير ولو بصمة واحدة على الزراعة في بلدنا ولم يقم أي منهم بوضع خطة استراتيجية خمسية أو عشرية أو عشرينية لتشجير المناطق غير الصالحة للزراعة وها نحن نشاهد كل سنة أن الرقعة الحرجية الخضراء تقل سنة بعد سنة بسبب تعدي بعض المواطنين أصحاب النفوس المريضة على هذه الأشجار وقطعها أو افتعال الحرائق من أجل أن تبقى الجذوع المحترقة التي لا تصلح إلا للحطب .
في بلاد العالم التي تقدر الثروة الحرجية تضع وزارات الزراعة أو الجهات المسؤولة خططا من أجل زراعة الغابات بحيث تزداد مساحة هذه الغابات سنة بعد سنة وتفرض عقوبات وغرامات عالية على كل من يعبث بهذه الغابات أو يعتدي عليها .
في بلدنا مع الأسف الشديد لا توجد عقوبات رادعة بحق الذين يعتدون على الأشجار ومن يعتدي على أي غابة ويقبض عليه تفرض عليه غرامة تافهة لا يمكن أن تردعه أو تردع غيره عن الإعتداء على الغابات في المستقبل .
يقول بعض مسؤولي الزراعة الذين يدافعون عن تقاعسهم عن وضع خطط استراتيجية لتشجير الأردن بأن قلة الأمطار لا تشجع على زراعة الأشجار لأن هذه الأشجار بحاجة إلى الماء خصوصا في السنوات الأولى من عمرها ونحن نقول لهؤلاء اذهبوا إلى الصحراء الشرقية وشاهدوا بأم أعينكم بعض الأشجار الخضراء المنتصبة في وسط الصحراء والتي لم يسقها أحد لا عندما نبتت ولا عندما كبرت أي أن هناك أنواعا من الأشجار لا تحتاج إلى الماء لأنها تعتمد على الماء الذي تمتصه من الأرض لذلك فإن حجة مسؤولي الزراعة حجة واهية ولا تستند إلى أي أساس علمي أو منطقي .
لقد عانى الأردن كثيرا في السنوات الأخيرة من قلة الأمطار ومن أسباب ذلك صغر الرقعة الخضراء لأن وجود الغابات الكثيفة يساعد كثيرا على زيادة كميات الأمطار .
لقد كثرت حرائق الغابات خلال الأسابيع الماضية وكل هذه الحرائق اشتعلت بفعل فاعل ومعظم الذين قاموا بإشعال الحرائق لم يقبض عليهم والسبب أنه لا توجد رقابة حقيقية على الغابات من قبل موظفي ومفتشي وزارة الزراعة ومعظم هؤلاء الموظفين يقومون بجولاتهم على الغابات في أوقات الدوام الرسمي أما لصوص الغابات فيعملون في الليل لذلك فإن المطلوب من وزارة الزراعة أن ترسل فرقها خارج أوقات الدوام الرسمي وأن ينصبوا الكمائن لا أن يكون هناك شخص واحد ليست لديه الإمكانات لكي يقتحم الغابات في منتصف الليل بمفرده وهذا الشخص لا يذهب أبدا بمفرده بل يذهب إلى بيته لينام .
وأخيرا وليس آخرا نقول بأن وزارة الزراعة مقصرة في تعاملها مع الغابات ونحن نتمنى أن نشاهد جميع جوانب طرقنا الخارجية مزروعة بالأشجار الخضراء وأن نرى جبالنا خضراء وحتى صحارينا يمكن أن نزرع بها أشجارا صحراوية .