فلسطين - المربع الثاني الأرض
فلسطين - المربّع الثاني
الأرض
حيث ان المربع الأول كان سكان فلسطين والذين اصبح معظمهم لاجئين او في الشتات او اموات ومفتاح الفرج لدى اسرائيل كانت هي وكالة الغوث لإنهاء اللاجئين الفلسطينيّين ونسيانهم وابتدأت الخطة في التنفيذ عام 1950 وبدأ إغلاق الملف هذا العام 2015 .
امّا المربع الثاني وهو الأرض فإن مفتاح الفرج لإسرائيل لإغلاقه سيكون السلطة الوطنية الفلسطينيّة نفسها وبطلب منها وموافقة دولية وعربية فكيف ذلك ؟؟؟
بدأ التخطيط في بداية السبعينات عندما قررت اسرائيل أنّ من يعطيها الحق في الأرض الفلسطينية هم اصحاب الأرض انفسهم , فكما يُقال انها طلبت من امريكا ان توعز لوزير خارجيتها في سبعينات القرن الماضي السياسي اليهودي المحنّك هنري كيسنجر بان يقنع الزعماء العرب ان يتخذوا قرارا على مستوى القمّة بان تكون منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيّين , فكان لها ذلك في 26 تشرين اول من عام 1974 في الرباط حيث حضرت جميع الدول العربية بما فيها الصومال التي كانت تشارك لأول مرّة في القمم العربية , وبصَم زعماء العرب وهلّل ابو عمّار وعلت البسمة شفاه معظم الفلسطينيّون على ما تحقّق من إنجاز ووقعْنا في سوء تقديرنا وحماقة جهلنا ومخططات اعدائنا .
وبعد ذلك بدأ المسلسل الدرامي حيث الحرب الإيرانية العراقية , ثم فك الإرتباط الإداري والقانوني بين الأردن والضفة الغربية للنهر , وثم بعدها حرب الخليج الثانية التي تمخضت عن أوسلو المتمّم لما بدأ عام 1974 .
وهكذا عملت اسرائيل على جلب الممثلين الشرعيّين بشهادة كل العرب الى الأرض المغتصبة تحت اسم اريحا غزّة أوّلا للتوقيع على التنازل , وبدأت الرحلات المكّوكية لوزراء الخارجيّة الأمريكان واجتماعات التفاوض لما سمي بالعملية السلمية لأزمة الشرق الأوسط والتي ابتدأت بشكل تفاوض ثنائي بين اسرائيل وكل طرف عربي على حدة وطبعا دون نتائج بل بدأت التنازلات العربية عن الثوابت واولها لاءات الخرطوم الثلاث (لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض) .
وثم تبع الأمريكان وزراء خارجية الدول الأخرى العظمى وغير العظمى الى المنطقة وكذلك اجتماعات اللجنة الرباعية ومخترة رئيسها توني بلير الذي اتحفنا بعشرات الزيارات الله لايعطيه العافية اضافة للممثلين الشخصيّين للرئيس الأمريكي لقضية الشرق الأوسط ناهيك عن التنسيق الأمني بين السلطة الوطنية والإسرائيليّين واجتماعات على مستوى القيادة بين السلطة الوطنيّة وقادة اسرائيل اللذين قسموا الضفة الى مناطق A,B,C مع بقاء جميع المناطق سداح مداح للجيش الإسرائيلي وقطعان المستوطنين ولم يكن على لسان المفاوض الفلسطيني إلاّ انه يجب إيقاف الإستيطان وخلال سنوات التفاوض بنت اسرائيل عشرات الألوف من الشقق والوحدات الإستيطانية في مناطق القدس وغيرها بحيث اصبح مع وجود الجدار من المستحيل ان تعيد لم شمل اراضي الضفّة مرة اخرى فاين هو حل الدولتين ؟؟؟
والمماطلة الإسرائيليّة في موضوع الأراضي والحدود لدولة اسرائيل ليس الهدف منه إقناع المفاوض الفلسطيني او قيادة السلطة الوطنية الفلسطينيّة فهم مهرولون دون بريكات وانما المماطلة لهدفين اولهما انهاء التشريعات والقوانين الإسرائيلية اللازمة لإقناع الأحزاب والشعب الإسرائيلي بإغلاق ملف الأراضي وثانيهما لتوليد قناعة لدى الفلسطينيّين في الداخل والشتات والشعوب العربية بشكل عام انه لا يوجد اي خيار سوى الحل الإسرائيلي لموضوع الأرض والذي يتلخص بدولة فلسطينيّة على ارض قطاع غزّة فقط واتحاد شبه كونوفدرالي لأراضي منطقة الضفة الغربية او اي جزء منها مع اسرائيل وبذلك يكون هذا الملف اغلق بالكامل ويا دار ما دخلك إلاّ الشر .
لذلك نزفنا دماءا طاهرة وسنبكي دما لأجيال قادمة لأننا لم نقبل قرار التقسيم قبل ثمانية وستون عاما وتفويض أمرنا لله تعالى .
احمد محمود سعيد
20/8/2015