صناعة السياحة الأردنية - وأهميتها في التنمية

الجميع يتحدث عن السياحة وايراداتها المتذبذبة وتأثير احداث المنطقة عليها. وأود التركيز على السياحة العلاجية - وبالذات منطقة البحر الميت. يؤسفني ان اذكر غياب المعلومات حول تراث وتاريخ وجغرافية ومناخ البحر الميت عند الكثيرين فهي اسطورة فريدة، وثروة سياحية. ولقد ادلى كبار الكتاب والخبراء بآرائهم حول اسباب تدهور السياحة. والمحاولات الجادة لتحسينها، لأنها تعد الركيزة الاساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.

مقال الاستاذ عصام قضماني الرأي (21/5/2015) اشار لتصريح وزير السياحة بتراجع مؤشرات قطاع السياحة بسبب احداث المنطقة لكن الآمال معقودة على برنامج متفائل سينفذه الوزير. ونشرت الرأي (15/5/2015) «انطلاق فعاليات المؤتمر الاردني الدولي للسياحة في البحر الميت» وقامت بتنظيمه كلية السياحة والفنادق في جامعة اليرموك بالتعاون مع جامعة اوبورن الامريكية.
تحدث في المؤتمر الكثيرون عن تأثير الظروف على السياحة واذكر بالمادة الصحفية للسيد عبدالله الحديدي (الرأي 21/5/2015) «السياحة رافد اقتصادي مهم لخزينة الدولة» لكن كنت اتمنى ان يكون للسياحة العلاجية - وخاصة البحر الميت دور هام في هذه المؤتمرات، ويشارك اطباء ساهموا ولا يزالون في (المعالجة المناخية في البحر الميت)، والتركيز عليها. العوامل (الجيوفيزيائية) في منطقة البحر والمفيدة للعلاج المناخي للمرضى. (1) كميات هائلة من بخار ماء البحر والاوزون فوقه.
مما يساعد عملية ترشيح الأشعة الفوق بنفسجية فيحدث ارتداد للأشعة متوسطة الطول (UVB) الضارة، ويسمح للأشعة الطويلة (UVA) المفيدة لتصل للبحر ولا تسبب تدميراً لخلايا الجلد، وتعمل على معالجة امراض الصدفية والاكزيما والبهاق. (2) نسبة الاكسجين في المنطقة 12% اعلى من غيرها وهذا مفيد لمرضى القلب والربو.
(3) درجات الحرارة العالية طوال 333 يوماً بالسنة بمعدل 6ساعات يومياً ونسبة الرطوبة 40%. (4) الجو ومياه البحر تحتوي مادة ال (Bromine) والمغنيسيوم والكالسيوم اعلى ب 15%، وهما مفيدان لمرونة الجلد (5) الطين الاسود (Bitumen) ويستخدم لأمراض المفاصل. (6) الجو هادئ ومريح،(7) وبالجوار (حمامات ماعين وزاره).
في عام 1990 تم انشاء (مركز للعلاج الجيوفيزيائي) ويشرف عليه اطباء وجهاز تمريضي واخصائيين بالمعالجة الفيزيائية. ويأتي الالاف من المرضى من الدول الاوروبية والعربية والاردن للعلاج. ونتائج العلاج ممتازة وغبر مكلفة ويمكن تشجيعها باقامتهم ندوات حول المعالجة يشارك فيه اطباء ومتخصصون.
(1) اعتماد شركات التأمين العلاجية المركز العلاجي في البحر الميت - لتغطي تكاليف المعالجة.
(2) توسيع المركز العلاجي ودعمه. (3) دور وزارة السياحة بتوزيع نشرات ومعلومات وتشجع المعالجة في البحر الميت. (4) استراتيجية جمع المعالجات المناخية في البحر الميت مع زيارات لموقع المعمودية وشلالات ماعين. (5) تسويق المؤتمرات لعقدها في البحر الميت كهدف استراتيجي للسياحة خاصة الطبية. (6) التركيز على نظافة ساحل البحر الميت خاصة منطقة الزاره. وهنا تعليق على الخبر الذي نشرته الراي (17/8/2015) بعنوان (تطوير البحر الميت) يتضمن تصاميم لمشاريع كثيرة كبرى.
ان شركة تطوير المناطق التنموية الاردنية تعمل لوضع اعمال المخطط الشمولي لمنطقة البحر الميت التنموية حيز التنفيذ ويشمل المخطط اعتماد تنفيذ عدة مشاريع لكن اين مشاريع السياحة العلاجية لم تذكر مطلقاً. لقد عرفنا هذه المنطقة البحر الميت وما حوله مركزاً هاماً للعلاج الطبيعي لأمراض كثيرة. وشركة تطوير المناطق التنموية لم تذكر شيئاً عن ذلك.
ولا يوجد الان سوى مركز العلاج المناخي (spa)- فندق العقبة القديم ولقد استقبل للان حوالي 20.000 مريض للعلاج من دول اوروبا والشرق الاوسط. اذكر كذلك ان السياحة العلاجية لها اهميتها الكبرى في التنمية الاقتصادية. واخيراً اود ان اذكر بان السياحة ككل هي صناعة وهذه الصناعة اساس للتنمية بكل اشكالها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.