متاهات القبول الموازي

واضح أن الجامعات الرسمية، تحولت الى شركات حسب التعبير الذي درجت على اطلاقه حملة «ذبحتونا» الشبابية والحزبية التي يقودها الطبيب الناشط فاخر دعاس. المتابع لهذا الملف يكتشف بسهولة سرعة التحول في أسعار الموازي الى درجة لم تعد مقبولة بحيث ناهزت وربما زادت عن الجامعات الخاصة، لا يعقل أن تصبح ساعة الموازي في الجامعة الاردنية لكلية الطب 200 دينار ومثلها في كلية الطب بجامعة العلوم والتكنولوجيا. ولا يمكن تصور أن تكون الساعة المعتمدة لكلية الحقوق، في القبول الموازي في الجامعة الاردنية خمسة اضعاف القبول العادي حيث بلغت قيمتها 75 دينارا مقابل 16 دينارا للساعة المعتمدة في القبول العادي. صحيح أننا نقدر ظروف الجامعات المالية الصعبة، ونقدر حاجتها للسيولة لكن أن تكون على حساب المواطن، فلا يمكن تصور ذلك وخاصة إذا علمنا أن الجامعات تتوسع افقيا وعموديا كما يقولون في اعداد القبول الموازي على حساب القبول العادي بما يضيق من هامش القبول العادي ويضاعف حصص القبول الموازي. حين تدخل الجامعات الرسمية على خط التنافس في اسعارها مع الجامعات الخاصة فتلك مصيبة عامة، لا يمكن السكوت عليها لانها تصب في اتجاه تحويل الجامعات الرسمية الى شركات خاصة وعلى حساب أبناء الوطن الذين نعرف كيف يكدون وماذا يبيعون مقابل تعليم فلذات الأكباد. نفهم أن هذه السياسة تصب في اتجاه تحويل الدراسة الجامعية في التخصصات التي عليها طلب اجتماعي نحو شريحة الاغنياء واغلاقها في وجه بقية خلق الله،وجعل تلك التخصصات موصدة في وجه الفئات الاجتماعية المتوسطة والفقيرة. مطلوب من الحكومة أن تضع حدا لهذه الممارسات ومطلوب من مجلس النواب أن يمارس حقه الرقابي والتشريعي بما يحول دون التعمق في هذه السياسات التي بدأت تنتشر انتشار النار في الهشيم. نعم نضم صوتنا الى اصوات النخبة الشبابية التي تتمثل في حملة ذبحتونا في رفض هذه السياسات التي تسهم في تحويل الجامعات الرسمية الى شركات ربحية بحته دون أخذ ظروف الناس بعين الاعتبار.