خالد الكركي و«المهمة المستحيلة»
أخبار البلد- باسم سكجها
لا نعرف ما إذا كان هناك غيرنا من أمّة تحتاج إلى قانون لحماية لغتها، مع أنّ لغتنا هي لغة القرآن، ولغة الجنّة، ولكننا نعرف أنّ هناك كثيرين لا يعلمون أنّ هناك قانوناً أردنياً صدر حديثاً، وسيبدأ العمل به رسمياً بعد أسبوعين، يُسمّى «قانون حماية اللغة العربية».
مجمع اللغة العربية الأردني هو المعنيّ الأوّل بتطبيق هذا القانون، وسيكون على رئيسه، صديقنا وعاشق اللغة الدكتور خالد الكركي وزملائه الكرام، العمل خلال سنة واحدة على تحقيق مهمة تبدو مستحيلة، فقد «اتّسع الخرق على الراتق»، إلى أن بدت لغتنا غريبة عن أهلها.
خلال سنة، هي المهلة التي يمنحها القانون لتوفيق أوضاع المؤسسات المخالفة لأحكامه، ينبغي عليهم أن يدرسوا ويُمحّصوا في الأسماء بأنواعها، ويتابعوا نشرات الأخبار والتقارير المسموعة والمرئية والمطبوعة، ويعيدوا قراءة التشريعات، والعقود والمعاهدات والاتفاقيات.
أعانهم الله، فخلال سنة واحدة عليهم، بحكم القانون، أن يُعيدوا الهيبة للغة العربية في كلّ مناحي الحياة، وفي تقديرنا فإنّ هذا هو المستحيل بعينه، ولكنّ مجرّد البدء بالعمل، وتحمير العيون، وإثبات الجديّة، وتصويب المخالفات الصارخة والفاضحة، سيجعل من هذه الرسالة النبيلة أولوية على الأجندة الوطنية، وهذا أضعف الايمان.