اصلاح و تغيير و لكن ..

 

 

 

 

اصلاح و تغيير و لكن ..

إن المتأمل للأحداث الجارية في المنطقة العربية يرى أن هناك أمور غير واضحة المعالم بعد فهناك التغيير الذي حدث في تونس و مصر و الأحداث المؤلمة في اليمن و المجازر في ليبيا و أحداث سوريا المؤسفة و الأمور المتلاحقة هنا و هناك – تمت المطالبة بالتغيير و لكن إلى أي مدى حصل ذلك التغيير فعلى سبيل المثال تونس لا تزال عناصر النظام الذي رحل بأقل الخسائر هي التي تسيطر و هي التي تحكم و تنشر أصابع ذلك النظام في كل دائرة و الجيش ذهب العابدين و لكن أين البقية ؟ ينتظر شعب تونس التغيير الذي انتظره سنوات للإصلاح و ليس لمجرد ثورة تنطفئ دون تحقيق أحلام نائمة و لم تستيقظ بعد .

مصر العربية ثورة عارمة و قوة شعب عظيمة و دولة الثمانون مليون دم شهداء و ظلم لسنوات كثيرة . هل سقط النظام ؟ من يدير السلطة الآن ؟ ( اتباع النظام من قادة جيش و وزراء سابقين لهم السيطرة ) . فوضاء عارمه و عدم استقرار أمني كما يروى من القادمين من هناك (مفيش أمن كلها بلطجة ) بلهجة إخواننا المصريين كلنا أمل بإستقرار مصر العروبة و تونس الحبيبة و اليمن و كل الدول العربية و نسأل متى تتحقق آمالهم بديمقراطية شعب متعطش للحياة .

إن الإصلاح و التغيير يمكن تحقيقه من خلال الشعب بكل مسؤولياته دون الحاجة إلى الشغب و المظاهرات و المعارضين و المؤيدين لأن النهاية تصب في وعاء وطن واحد يتأثر بكل حدث لا يفرق بين معارض و مؤيد فالأصلاح و التغيير يتم على مائدة تجمع الآراء و التحاور لتحقيق مصلحة الوطن تبدأ من الحكومات  إذا وجد من يحاسبها على عملها و إذا كان العمل كله متكامل .

 لم الخوف من انتخابات نزيهة من منا لا ينتمي لوطنه ؟ ولم التزوير لفلان على حساب اخر ؟ الجميع يحب الوطن لما الخوف من محاسبة الفاسدين الكل متفق على ذلك إلا الفاسدين طبعا ! .

تغيير و إصلاح لنبدأ من أنفسنا نقول بأن هناك فقر ( نعم ) هناك فقر ولكن نستطيع ان نسير خطوه نحو الاصلاح لمحاربة الفقر على سبيل المثال :

يمكن تخفيض رسوم الجامعات الشيء البسيط ومخافة الله عزوجل في قانون المالكين والمستأجرين بتخفيض الايجار الشيء المعقول ليستطيع الموظف المسكين استئجار بيت صغير يأويه وان لا يضطر مستأجر محل تجاري ان يرفع الاسعار لتغطية الارتفاع في الايجار والنسبة المئوية المفروضة عليه سنويا ماذا عن الاطباء ابناء الوطن عن زيادة الكشفية كل عام وكذلك مستودعات الادوية لو خفضوا ارباحهم القليل وهناك الكثير مما يخفف المعاناة بأيدينا نحن ابناء الوطن ذلك اذا كنا نريد الاصلاح بمختلف القطاعات نستطيع التخفيف من المعاناة .

ان العمل بالتضامن والتكافل السياسي والاجتماعي والاقتصادي يدا بيد وقرار مبني على الحوار المنطقي وليس مجرد التنظير والكلمات التي تطرح والقرار يكون قد صدر قبل الحوار بفتره نضع الاصلاح والتغيير نحو الافضل لبناء وطن خالي من الفساد .

نعم لمواطن يحب الاصلاح والتغيير وشعب يعشق الحرية ويتمنى الامان والاستقرار ويحب العيش الكريم وعدم الحاجة ونعم كل الوطن بفئاته وحدة وطنية راسخة للجذور الاردنية تحت الراية الهاشمية .

 

العقيد المتقاعد

الدكتور عاطف العساكره