من اين لك هذا

من أين لك هذا

 

قبل أيام ، قال وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال ، الناطق الرسمي باسم الحكومة ، طاهر العدوان ، ان أقصر الطرق لمواجهة الفساد هو سن قانون "من أين لك هذا ؟" .

 

لكن السؤال المهم ، هل نحن نفضل الطرق السريعة والقصيرة أم  أننا نحب اللف والدوران وما زلنا نعيش في عقلية سائق تكسي يأخذ أبعد الطرق لايصال الراكب في سبيل زيادة الأجرة ؟!

 

لماذا لا يقر هذا القانون ولماذا قبل سنوات عندما اعلن عنه تم اجهاضه وقلع جذوره وسد كافة الطرق الموصلة اليه ؟!

 

من اين لك هذا ؟! سؤال سهل والأجابة عليه لدى الأغلبية أسهل ، فماذا لدينا أصلا لنسأل عليه ، لكنه في نفس الوقت يغدو سؤالا صعبا لأشخاص يشعرون فيه بضنك الاجابة والتوضيح والبيان والاثبات . ويمثل لهم فزاعة مخيفة يتدلى منها مشنقة مرعبة واردوها لا محالة في ظل عسر الاجابات وعقمها .

 

من أين لك هذا ؟! أصلا ماذا نملك لنسأل عنه من اين أتى وكيف حصلنا عليه وبأي وسيلة وطريقة ؟! ماذا نملك ؟! ، سيارة "كيا" أو "أفانتي" بدفعة ألفين وقسط شهري "200" دينار ، بيت ورثناه أو أشتريناه بدم القلب او بغربة أنهكت زهرة شبابنا . أو "وطاة زراعية" قد تصلح لكل شيء الا للزراعة ، ماذا نملك من النفائس ؟! لا نملك سوى وساما عسكريا منح لوالدنا في معركة الكرامة وتناقلناه جيل بعد جيل . ومحراث يذكرنا بأن ابن الحراث حراث .

 

من أين لك هذا ؟! لا تتعب حالك ولا تتعبني ، أرصدتي حب للوطن أودعها متنقلا ، تارة في القلب وتارة في العيون ، واملاكي وطنا حضنني من شماله لجنوبه ، وكنوزي شعبا حرا طيبا ، فدعوني وأسألوا من يستحق فعلا السؤال . 

 

نعم لقانون " من اين لك هذا " ؟!

 

 

المحامي خلدون محمد الرواشدة

Khaldon00f@yahoo.com