ابو دولة


لي صديق همه الأول والأخير هو اقتناء الأشياء الغريبة والثمينة المسألة أقرب إلى الحالة المرضية أكثر منها الى الهواية.
لوحات فنية تراجيدية لا يعرف معناها أو بماذا توحي هو لا يعرف من قام برسمها وإن عرفه لا يستطيع نطق حروف الاسم بمخارج صحيحة.


طوابع قديمة لا يعرف مدلولاتها وربما لا يعرف هل كانت تستخدم للرسائل الخارجية أم الداخلية أو حتى لماذا كانت تستخدم أساسا.

عملات وأوراق نقدية موشحة بأحرف أجنبية حينا وبأحرف ورموز غريبة لا يعرف لمن تعود أو كم تساوي قيمتها.
تحف وتماثيل ومجسمات لا يعرف فيما إذا كانت أصلية أم مزيفة ولا يعرف كذلك أي حقبة من الحقب تمثل.
وغيرها الكثير من الأشياء التي تدور في فلك الغرابة حينا وبمجرة الجمال حينا آخر الهدف منها الاقتناء والحيازة فقط لا أكثر دونما أي اهتمام بمعناها ورموزها وحقيقتها ... المهم أن تكون موجودة لديه ويحتفظ بها وأن يبدو أمام الناس بأنه صاحب حس فني وذوق فريد.

لا أدري لماذا كلما أراه أزل في اسمه وأناديه بإسم .. دولة .... ربما لأنه يشبه كثيرا من الدول فهو لديه لوحات جميلة وتحف رائعة وأشياء فريدة لكنه لا يعرف عنها شيئا سوى أنها جميلة .... وكذلك الدول ... لديها قوانين وعندها انتخابات ومكتنزة بالحقوق ومليئة بالأحزاب ومشبعة بالخطابات الرنانة من خطابات تداول السلطة وانتهاءا بخطابات العدل والنزاهة مرورا بتكافئ الفرص لكنها لا تعرف أبسط معانيها ومدلولاتها للمواطن... كل ما يعنيها أن تكون هذه الأمور موجودة لديها وتبدو أمام العالم بأنها دولة ديمقراطية.
فتحية لصديقي ... أبو دولة الذي يختصر العالم في شخصه.

المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com