أعمال خير ليست لوجه الله… بل للانتخابات

في شهر رمضان ، تزداد جرعات الورع والتقوى عند جميع البشر، مسلمون وغير مسلمين، وترتفع درجات التسامح، حتى انك لا تسمع كثيرا عن مشاجرات، ولا خلافات، كما تزداد افعال الخير حتى انها تطغى على اوجه الحياة عموما.

لكن، هناك نوع آخر من اعمال الخير تكتشفها عندما تعرف انها ليست لوجه الله تعالى، وانما تقربا من الفقراء والغلابى ليوم يحتاجه عندما يرتفع ثمن الصوت الانتخابي.

في رمضان، راقبت مؤسسات وشخصيات ونوابا يحرصون على التواصل مع الفقراء بتقديم المساعدات وطرود الخير، ويدفعون زكاة اموالهم، بعضهم ليس جديدا على هذه الافعال، وهو يمارسها في كل اشهر العام، وله اياد بيضاء يعترف بذلك القاصي والداني، واخرون يضعون اسماءهم على الطرود التي يرسلونها للفقراء، حتى وصل باحدهم ان يفكر بوضع صورته على علبة السمنة التي يرسلها للفقراء.

تسمع عن اسماء جديدة دخلت السباق، بدأت تشكل حراكا اجتماعيا في شهر رمضان، تقيم مآدب الافطار بشكل يومي، وتتواصل مع الفقراء والمحتاجين، وتدفع لمئات المحتاجين في مناطقهم معونات شهرية، فتفرح كثيرا انه لا يزال هناك خيرون لا يتناسون جيرانهم من الفقراء والمحتاجين، وتكيل الدعوات ان يوسع الله في رزقه، لكن عندما يصعقك احدهم بان هذا الشخص "يقني" للانتخابات النيابية المقبلة، فتلعن اليوم الذي اصبح فيه صوت الناخب يوزن بعلبة سمنة او كيس من الارز.

منذ لحظة تسريب معلومات عن تحريك قانون الانتخاب ارتفع منسوب الحديث عن الانتخابات، واصبح السؤال يحاصرك اينما اتجهت، على اي نظام انتخابي سوف يستقر الرأي النهائي، الصوت الواحد او الصوتين ام الثلاثة؟.

لا يمكن ان نتخلص من الشوائب التي علقت بسمعة الانتخابات في الاردن في الدورات الماضية، وطغيان المال الاسود، وشراء الاصوات، الا باقرار قانون انتخاب عصري وتقدمي وعادل، يحفظ كرامات الناس، ولا يسمح لاي مقتدر ان يتباهى بانه يصل الى قبة البرلمان بفضل امواله.

لا يزال المخيال الشعبي يروي قصصا وحكايات عن ممارسات تمت في بعض المناطق حول استخدام المال الأسود في الانتخابات الماضية، خاصة في ما يتعلق بالقوائم الوطنية، التي تحولت الى بازار لاستخدام المال الفاسد، وبأساليب جديدة، تجاوزت ما كان يحدث في الانتخابات السابقة.

العرب اليوم