تم اطلاق فرقة الفحيص للموسيقى العربية كمشروع فني جمالي، واستقبلها الجمهور بترحاب كبير، واحتفى بها الجمهور والاعلام، ذلك ان انشاء هذه الفرقة جاء لاستكمال المشهد الموسيقي والغناني واثراء حالة التذوق الفني، وان يكون هناك بدائل لهذا الهابط مما يسمى"غناء" او حالة الهوس عند البعض، افرادا وفرق موسيقية مما يسمونه "موسيقى بديلة" ظلما وتجنيا على عقلية المتلقي وعلى ذائقته الموسيقية، وقد كان الجمهور متفاعلا مع الوليد الجدي" الفرقة" خاصة وان بداياتها رافقها دعما ماليا، مما اعطى امالا كبيرة بان الفرقة تسير بالاتجاه الصحيح، حتى تاخذ دورها في المشهد الوطني والعربي.

لكن المتابع للفرقة يلاحظ ان هناك تراجعا باكثر من اتجاه، سواء من حيث عدد الاعضاء من عازفين ومؤدين وكورال، مما ترتب عليه تراجع في البرنامج الذي تقدمه الفرقة، وتعدد المشرفين عليها مما يؤثر سلبا على استقرار البرنامج وتطويرة وتاهيل الاعضاء واضافة اسماء للفرقة، مما يضع جمعية الفحيص لحفظ التراث في حالة من التحدي والتحفز، قد تجد نفسها غير قادرة على الاستمرار اذا استمر هذا التراجع، وهذا ما لا نتمناه، ومن هنا تاتي اهمية التدخل سواء من وزارة الثقافة، او من راس المال الوطني، حتى تستعيد الفرقة لياقتها الكاملة لتحقيق الاهداف والغايات التي انشئت من اجلها.

الحفل الذي قدمته الفرقة في المركز الثقافي الملكي، ضمن برنامج مهرجان جرش في عمان،  المشاركة التي تمثل احد اشكال دعم الفرقة، هذا الحفل الذي قام فيه همام عيد بقيادة الفرقة، التي شارك فيها كل من الفنان عبدالرحيم دخان على الكمان، ومحمد خليل على الاورغ، وبدات الامسية بمقطوعة موسيقية "يامسهرني" لام كلثوم، ومن تراث اللبناني زكي ناصيف قدم الكورال نشيد" هلي يا سنابل".

الفرقة قدمت الوصلة الاردنية التي تضمنت، عمان في القلب، وياخيال الزرقا، وريدها ريدها،وهالهوى عالهوى، و وين ع رام الله، ويام الثوب الاحمر، وبعدها انتقلت الفرقة الى واحدة من اجمل اغاني محمد عبدالمطلب، من كلمات فتحي قورة والحان محمود الشريف، والتي غنتها" صولو" مطربة الفرقة" حنين مضاعين" واجتهدت ان تقدمها بشخصية صوتها وامكانياته بعيدا عن التقليد، وتعتبر حنين واختها من الاصوات الجميلة في الفرقة.

وقدمت الفرقة من تراث محمد عبدالوهاب مقطوعة موسيقية  هي يامسافر وحدك، حيث استهلال على الكمان للنا عبدالرحيم دخان،ليتولى همام عيد قيادة الالات الاخرى على القانون.

الوصلة اللبنانية" مخمس مردود" التي تضمنت مقاطع من اغاني فيروز ونصري شمس الدين و وديع الصافي،مثل باب البوابه ببابين، وع ابوابكم، ودقيت و الله الله ياتراب عينطورة، ثم يظهر مطرب الفرقة ايهاب حتر الذي يغني من تراث الجزيرة اغنية ذياب مشهور المعروفة " عالمايا عالمايا" وبعده يقدم الكورال اغنية فيروز" دقوا المهابيش" والختام كان باهزوجة سيفنا عالعدا طايل.

شاركت فرقة الفحيص للموسيقى العربية في تظاهرتين مهمتين خلال فترة قصيرة، حيث شاركت في مهرجان الفحيص، وهذه المشاركة في مهرجان جرش، وهذا دلالة على ان الفرقة تحظى بالثقة، وانها تقدم فنا ملتزما،وتنعش الذاكرة بغناء الزمن الجميل، وتعمل على تعديل الميزان لصالح الغناء النظيف وسط هذه الفوضى التي نعيشها من هذا الذي يسمونه غناء.

ان هذا الحضور تاكيد على ان الفرقة لديها مشروعها من جهة، ومطالبة لكل المعنيين بالاهتمام بالفرقة حتى تكون واحدة من الفرق المتجددة والمستمرة.

وفي نهاية الحفل تم تسليم درع المهرجان الى ياسمين حتر تقديرا من ادارة المهرجان لهذه المشاركة، وهي الثالثة  رغم العمر القصير للفرقة.