«اوبرا» و....»كُندرة»

كنتُ «أتسنكحُ» في «وسط البلد» أمس، واستعنتُ بسيارات السرفيس للتنقل من «جبل الحسين» الى «مجمع رغدان الجديد» واكتشفتُ أنني بعيد عن «قلب المدينة»، حيث «أرضي وجمهوري» . فاستعنتُ بسيارة سرفيس حملتني من «رغدان» الى « الجامع الحسيني». ومنها سرتُ من «كشك» الى «مكتبة»، متلصصا على كتب لم أقرأها من قبل. وقادتني قدماي الى «شارع طلال»، فمنطقة «راس العين»، وتذكرتُ المكان الذي كانت أمانة عمّان ستقيم عليه «دارا للاوبرا» من أجل «تعزيز الحركة الثقافية». ولتكون «منبرا ثقافيا لكل ابناء المملكة» كما صرح المسؤولون في ذلك الحين. (قبل بضع سنوات). فوجدتُ في ذات المكان الذي كان مخصصا لـ «الاوبرا»، مساحات تم تخصيصها لسوق «البالة». تخيّلوا الفرق بين «الباليه» و»البالة». وعرفتُ ان هذا هو المكان البديل لسوق «الجمعة» الذي كان يُقام في «العبدلي». سرحتُ وما أكثر ما أسرح في «وسط البلد»، وتساءلتُ لماذا «فشل» مشروع «دار الاوبرا» الذي كان، سيخدم الثقافة من خلال تجمّع للمسارح ووصالات الغناء والحفلات والتدريب والرسم وباقي الفنون. واكيد كان سيضم «مكتبة» تخدم الكائنات المهتمة بالادب والفن. وبحثتُ عبر «الأخ/جوجل» عن معلومات عن المشروع «الموؤود». وظهر لي خبر نُشر قبل عامين، عن وجود «شُبهة فساد، بعد ان تم صرف مبلغ 16 مليون دينار لتنفيذ المرحلة الاولى». وكذلك، عرفتُ ان مهندسة بريطانية من اصل عراقي كانت فازت بتصميم «دار الاوبرا». وقيل وقتها، إن «أمانة عمّان، ما غيرها، قررت، صرف النظر عن الاستمرار بالمشروع، وبحسب تصريح احد مسؤوليها، وقتها: «لأنه ـ المشروع ـ ليس من اولويات امانة عمّان ـ. تخيلتُ نفسي لو أُقيم المشروع، لكنتُ الآن، اقضي وقتا جميلا في القاعات والمسارح، متنقلا من امسية الى مسرحية الى «باليه». بدلا من التنقل من «قمصان وكنادر البالة». مع كامل التقدير للاحذية والقمصان وبنطلونات «البالة».