ماذا يريد المتقاعدون العسكريون؟

                                        ماذا يريد المتقاعدون العسكريون ؟

                                                                         سليمان نصيرات  *

لقد كثرة خلال الاونه الاخيره الاصوات التي تنتخي للمتقاعدين العسكريين وتستخدمهم سلما للوصول الى اهداف خاصه لا علاقه للمتقاعدين العسكريين بها،  ولا تخدم اهدافهم ومصالحهم .فتارة تخرج علينا جهة ما باسم المتقاعدين العسكريين وتطرح طروحات ذات صبغه سياسيه باسمهم دون ان يحصلوا على توكيلا من المتقاعدين العسكريين،  فاصبح اي شخص بامكانه ان ينتحل صفة تمثيل هذه الشريحه الشريفه ويرفع عقيرته بالمطالبه باي شيئ باسمهم ونيابة عنهم .فهناك من اصدر ما عرف ببيان 1 آيار2010 باسمهم،  انه لا مانع لدينا ان تقوم اي مجموعه ان تصدر ما تراه مناسبا، ولكن باسم تلك المجموعه نفسها وليس ان تنتحل صفة المتحدث باسم هذه الشريحه العظيمه  . كما ان هناك اشخاص يطرحون تشكيل حزب سياسي باسم المتقاعدين العسكريين .ان المتقاعدين العسكريين هم شريحه واسعه من هذ المجتمع وهم لهم مواقف وتوجهات مختلفه ولا يمكن تنميطهم ضمن اطار سياسي مصطنع .

كما ان  تعبير متقاعدلا تشمل الشباب وهم الان عدة المستقبل واداة التغيير ،اين سيكون دورهم مع هذه الفئه ؟ .كما ان هذا الامر فيه مخالفه لقانون الاحزاب الذي ينص على انه لا يجوز تشكيل اي حزب سياسي على اساس جغرافي او طائفي او لمهنه معينه بحالها او لفئه معينه تحديدا وتكون مغلقه على الاخرين .ان اي حزب سياسي يجب ان يكون مفتوحا لكافة الاردنيين ذكورا واناثا بغض النظر عن الدين او الطائفه او المنطقه ،ولا يجوز تشكيل اطار مغلق لحزب سياسي باسم المتقاعدين العسكريين او غيرهم.

هذا من جانب ومن جانب آخر هل استفتى اصحاب هذا الطرح  مجاميع  المتقاعدين العسكريين حول اولوياتهم او انهم يضعوهم في الجيب دائما ؟ وهل هذه الاولويات تتركز تتركز على الطروحات الفكريه والسياسيه المجرده ؟ ام ان اولوياتهم تتركز بالدرجه الاولى على احوالهم وظروفهم المعيشيه التي يعانون منها ؟.ان ما يريده المتقاعدون العسكريون من غير الرتب العاليه هو تحسين احوالهم المعيشيه من خلال تحقيق المساواه ما بينهم وبين زملائهم المتقاعدين الجدد . ان معظم المتقاعدين العسكريين يرون ان هذه الطروحات ذات السقف السياسي العالي التي بدأت تطل علينا  منذ بيان 1 آيار 2010 ومن قبل مجموعات غير معروف هويتها او اتجاهاتها الحقيقيه او مدى التزامها بمطالبهم  تأتي في اطارؤ لفت الانتباه لهم اكثر منها غيرةعلى مصلحة الاخوه المتقاعدين العسكريين وهذا ما لمسه الاخوه المتقاعدين العسكريين خلال السنه الاخيره .

اننا نريد ان نسأل ماذا حقق للمتقاعدين العسكريين البيان  السياسي الذي اصدرته باسم المتقاعدين العسكريين من سمت نفسها باللجنه الوطنيه للمتقاعدين العسكريين في 1آيار 2010 منذ ذالك الوقت للان؟ وهذا سوءال يطرحه معظم الاخوه المتقاعدين العسكريين للاجابة عليه، ان نتائج ذالك البان الذي اصدره البعض باسمهم كان له مردود عكسي وقد الحق ضررا كبيرا بمصالحهم وادخل مطالبهم المشروعه في نفق سياسي مظلم غطى عليها .انه ربما حقق مطالب شخصيه لمن اصدروه،  ولكن قطعا فانه لم يحقق شيئا ملموسا  للمتقاعدين العسكريين للان .

ان مطالبة البعض تارة بتشكيل تيار للمتقاعدين العسكريين، وتارة اخري بتشكيل حزب سياسي باسمهم،  لا يمكن ان يخدم مصالحهم، وانما قد يوجه رساله من هؤلاء  لذوي العلاقه باننا موجودين ولا تنسونا .ان الساحه الحزبيه مفتوحه للجميع وهناك اكثر من 18 حزبا تتنافس في تلك الساحه،  ومن يريد ان يمارس العمل السياسي فما عليه الا ان يلتحق بالحزب الذي يريده، وان لا يمتطي صهوة المتقاعدين العسكريين فهم حصان جموح ولا يستطيع كل من هب ودب ترويضه او استغلاله او استغفاله  . كما انه من جانب آخر فان اي طرح سياسي للمتقاعدين العسكريين لن يضيف كثيرا لهذا البازار السياسي المتخم .ولكن من جانب اخر فان مطالب المتقاعدين المشروعه لا تحتاج الى حزب سياسي لتحقيقها،  وقد قمنا سابقا بتشكيل لجنه مؤقته للمتقاعدين العسكريين وتمكنا من مقابلة جلالة الملك وامر في حينه بانصاف المتقاعدين العسكريين القدامى ، ولم نصل لهذه الغايه من خلال حزب سياسي،  ولم نصدر بيانات سياسيه ازعاجيه لتحقيق ذالك .

ان صرعة بيان 1آيار 2010 وما اعقبه من طروحاتفرضت على الاخوه المتقاعدين العسكريين قد انزلقت بمطالب المتقاعدين العسكريين عن مسارها الصحيح ،وادخلها البعض في دهاليز السياسه المعتمه لتحقيق مأرب خاصه،  وتحت هذا البند ينطبق المطالبه بتشكيل حزب سياسي مستخدما اسمهم،  وهذا امر مخالف للقانون وضار بمصالح الاخوه المتقاعدين .ان من يريد ان يشكل حزبا او تيارا فاليشكله باسمه، واسم من يلتحق به ، ولا يقبل المتقاعدين العسكريين بعد اليوم من يعبث بمصالحهم او يستغل اسمهم وتاريخهم النظيف لتحقيق مآربه .   

عميد ركن (م)