نواب الجاهات و المناسبات ... الانتخابات قادمة !

أحمد الخشان 

تجري هذه الايام تحركات بطيئة نوعا ما و لكنها متسارعة في كل يوم لبعض النواب الأفاضل وذلك تحضيرا للانتخابات القادمة ، و تتجلى هذه التحركات اما باقامة مقرات لهم لاستقبال شكاوي المواطنين ( الذين نسوهم طوال ثلاث أعوام كاملة ) ، أو بالقيام ببعض الزيارات الكاذبة و الفارغة من مضمونها ، أو القيام باطلاق تصريحات نارية ( للاعلام فقط ) . 
لكن السؤال المطروح هنا : أين كانوا هؤلاء النواب طيلة الثلاث سنوات السابقة ، و ماذا حققوا لناخبيهم أو دوائرهم الانتخابية !!؟
الجواب هنا سهل جدا ،. فهم كانوا مشغولين جدا بالزيارات الخارجية و بحضور الجاهات و المناسبات و اقرار قوانين خاصة بهم و لمصلحتهم ، أما بالنسبة الى ما حققوه ، فقد حققوا الكثير الكثير، و لكن لمصلحتهم الشخصية و جيوبهم التي لا تشبع و هذا ممكن معرفته من خلال حساباتهم في البنوك الاردنية و الاجنبية !
و هناك الكثير من الأمثلة على عدم وجود هؤلاء النواب طوال مدة عملهم في النيابة ،. فمثلا مرت الاردن بظروف صعبة جدا خلال هذه السنوات سواء من الظروف الاقتصادية أو الظروف الجوية أو الاجتماعية ، و لم نرى الى القليل منهم تحرك في مثل تلك الظروف ، و قام و ساعد ، بل و استخدم جميع ما لديه لمساعدة الناس في تخطي محنتهم ، وهم معروفون لدى الناس ، أما الأغلبية العظمى فقد كانت في سبات عميق أو على شواطئ احدى الجزر أو في الكازينوهات ولم يخجلوا من تجاهلهم و اختبائهم و كأن شيئا لم يكن .. 
أتذكر شخصيا احد النواب ( المخضرمين ) ، قبل ثلاث سنوات عندما قابلته و جلست معه ، بأنه قال لي : أنا عملي و مهنتي هي النيابة و مساعدة الناس ، و لا شيء غيره أحسن عمله ، فهذه هي حياتي و مهنتي ،. و أنا صدقته حينها و تأملت فيه الخير الكثير لأبناء دائرته و لوطنه .. و لكن و طوال مدة عمله كنائب ، لم أره يوما حرك ساكنا ، أو قام بمساعدة أحد من أبناء دائرته ، بل كان طوال الوقت مشغول بسفرياته و زياراته و حضوره الجاهات و المناسبات ( طبعا لاصحاب النفوذ و الملايين فقط ) و كذلك مشغول بتوسيع دائرة عمله الخاص و زيادة رصيده ..و حال هذا النائب ينطبق على الكثير الكثير من نوابنا ، الذين ، و بعد الانتخابات لم نرى وجه اي واحد منهم أو نسمع منه في دائرته الانتخابية !!
وقد سألت كثيرا من قبل بعض الناس ( بما انني أعمل في مجال الاعلام) عن كيفية الوصول الى النائب الفلاني أو مقابلته ، و قد كان جوابي لهم ، انظروا اليوم لمن ستكون هنالك جاهة أو مناسبة أو وليمة ، و عندها على الأكيد ستجدون نائبكم فيها ، فهو المكان الوحيد ، الذي يمكن أن تراه فيه ( اذا سمح لك بالدخول ) ، و كذلك ( المناسبة ) يجب أن تكون لشخصية مرموقة جدا أو مليونيرا ...
الآن و قد أصبحنا قريبين من الانتخابات القادمة ، يجب علينا كأردنيين و مواطنين نغار على مصلحة الوطن ، أن نعي الدرس و نفهم ، و نستخلص ، أنه لا يستحق النيابة الا من كان حبه للأردن أكبر من حبه للتلميع الاعلامي المزيف أو لحسابه في البنك ، وأن لا نعطي فرصة ثانية ، لمن صدقناه و انتخبناه ، و هو لم يحترم أو يقدم لنا و للوطن أدنى احترام أو تقدير، و قد قالها و كررها سيدنا أبو حسين مرارا و تكرارا ، الوطن بحاجة لرجال تعمل من أجل الوطن و المواطن لا من أجل نفسها .. فنحن بحاجة لنواب تكون فعلا صوت المواطن أمام الحكومة ، تتبنى شكواه و تعمل على حل مشاكله ، لا أن تكون للجاهات و المناسبات والاعلام فقط !!