ضُحى عبد الخالق: لا اؤمن بالاختناقات، ولا أطيق من يقطن عنق الزجاجة كائناً من كان!..... شاهد الصور

أخبار البلد - غدير حدادين 
 

ضُحى عبد الخالق.... اسم مُميز تم إختياره من بين 10 نساء الأكثر تأثيراً في الأردن، درست القانون من جامعة لندن وجامعة استكهولم والجامعة الأردنية، وزاولت مهنة المحاماة، وتعمل كشريك تنفيذي ومؤسس في "شركة اسكدنيا للبرمجيات"، و"مؤسسة موقع لانني أهتم"، ومبادرة "صالون اسكدنيا للموسيقى" للاقل حظاً،  عضو المجلس الإقتصادي والإجتماعي وأم الى 3 أطفال، تُحب السفر واللغات، وتحبُ الاردن كثيراً.

و كان لأخبار  البلد اللقاء التالي معها...

* اسم ضحى عبد الخالق معروف في العمل الاجتماعي والمبادرات، كيف وجدتي نفسك بهذا المكان؟

وجدت نفسي، بعد ان تمكنت أنا وشريكي المهندس  "نائل صلاح" من إنشاء شركة عمرها 15 سنه والتي توظف الآن ما يقارب ال 200 شخص، وتنتج حوالي 27 منتج من البرمجيات التي يُعتمد عليها عالمياً، والتي نقوم بتصديرها إلى السوق العالمي، وجدتُ الان أن لدي مساحة من السلام، ومن الخيال أنقله بدوري بشكل بصمات واضحة للمجتمع، وخاصة أن الاولاد كبروا الآن، فأصبحت أبحث عن إهتماماتي، وما أريد، وما هو الشيء المُهم لي، وكيف يمكنني المشاركة بالمجتمع بشكل أكبر، وكيف يمكنني أن أحدث تغييراً من المبدأ التأثيري.  فنحن لا نستطيع تغيير العالم، ولا نستطيع تغيير كل شيء، ولكن ضمن دائرة التأثير يمكن لي أن أساهم من خلال  التكنولوجيا والعمل التطوعي  فهي الوسيط أو الواسطه المعقولة والحديثة ويمكن أن يؤثر على أكبر عدد من الناس.

* ما هو أول مشروع أقمته؟

توصيل الوسيط التكنولوجي عن طريق هذه المبادرات، فبالبداية، وقبل المشاريع يجب  دعم كل الحركات التطوعية المفيده فقدمت عن طريق التكنولوجيا الأدوات مجاناً من خلال "شركة اسكدنيا" لكثير من الجهات والأشخاص المبدعين والشركات المتميزة لكي تصل بصوتها عبر التكنولوجيا لكل الناس، وأيضاً عملت على ورشات تدريبية وكيفية التواصل الاجتماعي، وإيصال صوتهم يعني بالتوعية الاجتماعية، وهناك مبادرات كثيرة في  المرأة وقضايا التعليم، والعمل الخيري والتبرعات، وقضايا العمل والعمال، وإيجاد فرص عمل، ومواضيع الشباب الريادية. وبعدها حصلت على "جائزة سمو الشيخ عيسى علي آل خليفه"  من البحرين للعمل التطوعي عن الاردن.

* من هو المشروع الاقرب لديك؟

مشروع نساء ضد الإرهاب

* من هو المشروع الذي حقق الجماهيرية والنجاح على المستوى الاقليمي؟

بناء غرفة للموسيقى ( صالون اسكدنيا للموسيقى) بالإشتراك مع مركز الحُسين الثقافي في رأس العين. وقد تم تغطيته إعلامياً وبشكل موسع على القنوات الفضائية العربية.  وقمنا بتدريب الفتيات الأقل حظاً في البلد ومناطق مجاوره الى رأس العين. والآن تحول الى صالون وطن للموسيقى وسنستمر بالبناء لنقل الموسيقى إلى طالبات المدارس الحكوميّة وفي أماكن بعيدة لإسعادهن وملء حياتهن بنغم الموسيقى.  

* لمن تعزو ضحى فضل النجاح؟

أكيد لله والوالدين، ولزوجي.  فهو المُساند الأول الذي كان وما زال يقدم لي كل الدعم وخاصة عندما سافرنا كثيراً خارج الأردن وفي الدراسة وتعليم اللغه السويدية والحصول على الماجستير في السويد، والعمل في "شركة اريكسون" حتى أصبحت مدير إقليمي للشؤون القانونية للشركة وعملت في لبنان.

* حين يعود  بنا الزمان إلى الماضي حيث كنتِ طفلة، بماذا كانت هذه الطفلة تفكر؟ هل كنت تطمحين للنجاح أو التفكير بما أنت به عليه الآن؟

لم أخطط  لحياتي كما هي  الآن! صدقاً فربما أشبّه الحياة بقيادة سيارة فالسائق  يرى فقط 10 أمتار من طريقه، لان هناك مساحة ما من النور، أما بعد ذلك فالمُستقبل غير معروف.  فلم يكن بمقدوري المعرفة بما يخبأة لي المستقبل  ولا يمكنني أن اتنبأ وأسبق الزمن والاقدار، ولكن كان هناك دوما العلم والتعليم، الإيمان بمستقبل أجمل، القدرة على الخيال، والعمل الدؤوب، والإصرار على تسليم عمل كامل، والعلاقات الطيّبه ما  دفعني الى مفاصل أساسية، مكنتني من الانجاز.

* كيف عاشت ضحى حياتها وطفولتها؟

كنت طفلة نوعاً ما مُختلفة ! هادئه  تداومُ على القراءة والمُطالعة والمدرسة وكل ما هو جديد، فأعشق المدرسة بطريقة مُميزه،  فالمدرسة جزء كبير في حياتي، ملأتها أخوات من رهبانيّة  صوفيّة علّمتني الإنضباط ومفاهيم البذل والعطاء  وتقدير العمل الشاق  والكتاب الصديق الذي لا يفارقني، والسفر أيضا له أثر كبير في حياتي، بالإضافة إلى البيئة الحاضنة في المنزل، والكثير من الحب.

* أبرز المحطات التي أثرت في حياتك وجعلتك تتميزين عن الاخريات؟

مُزاولة مهنة المُحاماة في الأردن مما مكّنني من فهم النظام الدستوري والقانوني والقضائي في الأردن، العمل في "شركة أريكسون للبرمجيات"، وكنت المرأة الوحيده الاردنية التي تبوأت منصب مدير إقليمي للشؤون القانونية، لجميع الاقسام القانونية في مكاتب "أريكسون" المتواجده في العالم العربي ما أستدعى السفر والتعرّف على عدد كبير من المحامين ومن الناس. وهذا  مفصل مهم جداً، والمفصل الثاني لاختياري من قبل الديوان الملكي العامر كشركة ريادية، وهذا يمثل قدرة المرأة الاردنيّة أن تكون شريكة للرجل الأردني ونصف المجتمع المنتج حقاً وتقدم  المفصل الثالث وهو الدراسة المستمرة في القانون بالذات في تكنولوجيا المعلومات وقوانين وأنظمة الإتصالات والإنتريت وهذا عالم جديد، الدراسة  شكلت لي العقلية المنظمة التي تحترم التوثيق الشفاف، والتسلسل، والدقة، الأمر الذي ساهم في بناء شركة مبنية على التكنولوجيا والتقنيات.  وقد نقلنا بدورنا أفضل الممارسات من بلاد الغرب الى هنا في الاردن.  فهذه الشركة تدار كما تدار أي شركة أجنبية.

* مَن هو وراء إكتشاف ضحى وبأنها ستصبح رقماً صعباً؟

ربما أريد أن أكون على عكس ذلك، أقصد الرقم السهل وليس الصعب؟  فلا  أومن بالاختناقات، فمُهمة المسؤول هو ربط الجسور، وبطريقة الاسلوب السهل والانسيابية في العمل وتجنّب التأزم، بمعنى التقارب والتواصل والتوافق!   أريد أن أكون رقماً انسيابياً في العلاقات والمصالح والعمل مع الجميع ولا أطيق من يقطن عنق الزجاجة  كائناّ من كان! .

* اذا طُلب من ضحى أن تضع نفسها على خريطة المرأة الاردنية، فأين تجد نفسها وموقعها؟

قامت  مجلة   Business Jordan بالتصويت لأبرز  الشخصيات النسوية  ال 10 المؤثرة في الاردن وكنت في هذه اللائحة وهذا تشريف كبير  والمؤشر الثاني هو مشاركتي الدائمة كعضو مجلس إدارة في المجلس الاقتصادي والاجتماعي لنقل صورة المرأة الاردنية في القضايا الاقتصادية والاجتماعية من وجهة نظر نسائية، وبشكل بعيد عن الالقاب.  فهذا الموقع أعتبره مهم.  وأيضا انا عضو في مجلس ملتقى النساء العالمي، فأتمكن من اللقاء والسفر والمشاركة في المؤتمرات العالمية مع عدد كبير جداً من القيادات النسائية الدوليه وأنقل فيها وجهة نظر المرأة الاردنية في قضايا مختلفة  وأين نحن من سيناريو التطور.

* بماذا تختلف ضحى عن غيرها من سيدات المجتمع؟ هل هو بالنشاط او بالعمل الاجتماعي؟

كامرأة أردنية أعرف تماماً القضايا التي تُحرّكني والتي تُقلقني،  فعملت على التركيز عليها مُبكرة  وأنقل خبراتي بشكل شفاف.

* من وراء صقل شخصية ضحى حتى تحولت الى سيدة أعمال ناجحة؟

في مجال الأعمال بالتأكيد ودون شك زوجي، فقد عمل معي كثيراً وساعدني على الانتقال من مجال مُمارسة المُحاماة والقانون الى مجال التكنولوجيا.

* كيف تصف ضحى يوم كامل تقضيه في حياتها؟

.. أبتدء نهاري في إحتساء كوب من الشاي ( بمذاق النعنع أو الميراميّة)  وليس القهوة كعادة الجميع،  وإفطاري يتكون من مائدة شهيّة من الزيت والزعتر والجبن واللبنة المكوّرة ، وهذا  إفطار مقدس بالنسبة لي، لا أحب الُسكّر، وأتابع بعدها المجلات والعناوين الملفته وأحب أن أقضي في يوم اجازتي وقتاً في الحديقة، بالرغم من أنها صغيرة إلا أنها عالمي المفضل، كما أُحب طهي الطعام وتذوقه .

* ماذا تعني القراءة في حياة ضحى؟

القراءة هي غذاء للعقل، كما هي الرياضة للجسم، فهي تطوير لعضلات العقل.

* إنت تجيدين بإحتراف إعداد الطعام، هل هو نوع من الترف أو المتعة أو الحاجة؟

أعتبرها متعة، فمن ناحية لا يوجد حاجة  لانني تعودت على طعام شهي من أمي وهى بارعة في تحضيره،  ومن ناحية أخرى  لا يمكننا أن نلتهم الطعام بشكل كبير لانه وجب علينا المحافظة على وزن مثالي، يبعدنا عن الامراض!  أحب فقط  لمّة أطفالي  حول مائدة الطعام،  فالطعام بالنسبة لي أيضاً تحويل المواد الاولية التي تبدو ممّلة  الى إختراعات جديدة  بنكهات مُتعددة وهذا يُسمّى صناعة  وتحويل، وخيال وإبداع  في طبخه واحده! طوبى لنساء العالم !

* ما هي الاشياء الاكثر إقتراباً منك في المطبخ، أي ماذا تجيدين؟

التوابل، ففيها رائحة البحر والعالم والناس وكل ما يثير الدهشة ويبعث على الراحة.

* ما هي الطبخات التي تجيدينها ولا ترغبين في تناولها؟

في الواقع  أحب كل أنواع الطعام.

* الرجل في حياة ضحى؟

النصفُ الرائع، المتين، الحنون، والمُلهم الصديق.

* هل هناك طموح سياسي أمام ضحى،  أم أن المسألة لا تتعدى العمل الإجتماعي والتطوعي؟

  أعملُ اليوم في القطاع الخاص، واؤمن  بهذا البلد وسأعمل بأي شكل يُساهم بالتأثير بالقضايا  التي تعنيني كمواطنة، وكأردنيّة....

...... يتبع في الجزء الثاني .....