وزراء آخر زمن


في محاولة للتعرف على مشاعر وخبرات وتجارب الوزراء قبل واثناء وبعد توليهم الوزارة ، وهي حالة انسانية ونفسية وسياسية ، تستحق الوقوف امامها والتوسع في دراستها واكتشاف احوالها واطوارها ( الظاهرة الوزارية ) . نجد ان معظم وزراء هذا الزمان يؤكدون أنهم لا يعرفون سببا واحدا لاختيارهم لهذه الوزارة أو تلك ، ولا يعرفون سببا لخروجهم منها ، ولا يعرفون من الذي رشحهم أو اختارهم ، وكل ما حدث أنهم استيقضوا ذات صباح فاذا بهم بالصدفة وزراء ، وأستيقضوا ذات صباح آخر ، فاذا بهم بصدفة آخرى وزراء سابقون ، وهي ظاهرة حصرية لدينا نحن فقط أصحاب اليمين .
بل إن رئيس الوزراء نفسه لا يشارك فى وضع السياسات والبرامج الحكومية ، كما أنه ليس حراً تماماً فى اختيار وزرائه، لأن التقاليد لا تسمح بذلك ، فكل وزير أو رئيس وزراء يأتي لنفيذ مهمة معينة ليس له علاقة في صياغتها أو مضمونها أو اهدافها ( كل عضو له تاريخ صلاحية ) .
كما أن رئيس الوزراء والوزراء ليس لهم بطولات وفتوحات تؤهلهم لاستلام أي من الوزارات ، وجل همهم كيف يحصلوا على اكبر قدر من المكاسب الشخصية خلال فترة صلاحيتهم في الوزارة التي قد لاتتكرر . 
في الدول الديمقراطية المحترمة لا يوجد وزارات سيادية أو وزارات درجة ثانية أو درجة ثالثة ، فكل الوزارات بنفس الأهمية والفاعلية في القيام بواجباتها وتقديم الخدمات للمواطنين . 
عندما تبور البنات .. يجلسن في انتظار عريس الغفلة .. أي عريس غريب يوافق على أن يشيل الشيلة .. والأب موافق بلا شروط .. وقد تكرر ذلك مع المناصب الوزارية .. الأصل في الوزارة التكليف بشنطة فيها برنامج مسئول عن تنفيذه ويحدد مسئولية الوزير وبناء عليه يسأل .. وتحجب الثقة عن المتقاعس .. ويفضح المرتشي .. لكن هؤلاء الوزراء يدخلون الوزارة لا يحملون شنط .. بل يحملون الجريدة التي نشرت التشكيل .. والعجيب أنهم يخرجون بشنط مملوءة .. وعقول أصابها عدم التوازن .. نتيجة النفخ الإعلامي .. كانوا تكنو قراط .. ولكنهم تحولوا إلى جباية مالو قراط ومحتكرو قراط وكورة قراط ونفطو قراط وشبابو قراط واعلامو قراط وسياسو قراط .. بشنطة جباية .. كلما جاءت حكومة لعنت أختها .