أبو الشهم ..لروحك السلام

فجعني خبر الناعي ظهر الجمعة وهو ينقل لي خبر وفاة أخي وصديقي ..ابو الشهم نايف المعاني .
وقالت العرب: «موتُ الأخ قصُّ جناح»، ولكن رضا المؤمن بقضاء الله وقدره وأن لكل أجل كتاباً يهوّن عليه كل مصاب .
سلام عليك ... وسلام على روحك الطاهرة أيها الأخ العروبي ، وسلام على دمك الأردني الزكي ... عليك من الله رحمة ...ولك علينا ان تظل حاضرا في الذاكرة والوجدان .
نتحدث عن ابتسامتك الطيبة .. نتحدث عن الشهم .. نايف المعاني ابو شهم ، صاحب القلب الابيض ، صاحب الروح المحبة لهذا الوطن ..المعاني الاردني الفلسطيني العربي ، الذي لا يفرق بين هذا او ذاك بل أنه منحاز دائماً لوطنه وقضاياه . وانت اعلامي وصحفي ومقاتل في خندق الكلمة تحارب بكل ضراوة وانت ايضاً كاتب له قلم كحد السيف لا يرحم .
عهدتك أخي -رحمة الله عليك- مفتاحاً لقضاء حوائج الناس من تفريج كربة ملهوف، فكم خلّصت مكروبا ومهموما من همه، وقضيت له حاجته ، وحقاً كنت بحراً يتدفق عطاءً. كما واتذكرك في احدى رحلات الحج الى الديار المقدسة ..حيث كنت الخادم الامين «الامير» لزملائك الصحفيين في تلك الرحلة .
صاحب الحنجرة الوطنية اولاً قبل الذهبية المنغمسة برائحة تراب الوطن والمعطرة بالشيح والدحنون واغاني الميجنا والهيجيني الاردني والدبكة الفلسطينية ، اعطت الكثير للوطن فأعتطه محبة ابناء البلد ، وهذا ما يريده .
إن عزائي في فقدك هو تلك الروح التي تحمل الفخر والاعتزاز بوطنك وامتك وعروبتك واسلامك .
الاخ والصديق ..لروحك الطاهرة كل السلام ..ودعوة تنصفنا عند رب المساكين والمظلومين ..بان يودع روحك في عليين .
كلما كان الفقيدُ عزيزا كلما كان شعر الرثاء أصدق دموعا وعاطفة ، وأشد تأثيرا ، وأرهف احساسا ، وأصفى شعورا، وأشد حرقة ...فمعلوم أن النائحة ليست كالثكلى...
فإنا لله وإنا إليه راجعون، إن العين لتدمع، وإن القلب، ليحزن وإنا على فراقك يا أبا الشهم لمحزونون، إن لله ما أخذ وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمى.