مديكور سياسي ..


من باب التغيير وتحسين منظر الدار ذات الجدران المنهكة بالرطوبة كانت أم صبحي تقوم بعمل ديكورات متكررة ومتنوعة في منزلها وديكوراتها جميعها كانت تندرج في باب الاكتفاء الذاتي. 


يعني.... أحيانا كانت تضع الكنباية الكبيرة في سدر الغرفة .. بعد فترة تغير مكانها وتضعها على ايدك اليمين وانت داخل على غرفة الضيوف في حين تضع في الواجهة المقابلة الكنباية أم مقعدين.

أحيانا كانت تضع روسية التخت قرب الشباك الغربي وفي فصل الشتاء وخوفا على أبو صبحي من أن تصيبه نزلة بردية كانت تضع روسية التخت في الواجهة المطرفة من الغرفة.

لم تكن اهتمامات أم صبحي محصورة بأثاث المنزل بل امتد لحوش الدار وعلى وجه الخصوص لأحواض الزريعة .... أحيانا كانت تضع قوار المستحية على باب الحوش ... بينما تضع نبتة العطرية على السور الفاصل بينها وبين أم محمد ثم تعود بعد فترة قصيرة من الزمن وتضع نبتة قلب عبد الوهاب على باب الحوش وتنقل حوض النعنع من تحت شباك الحمام وتضعه على سور أم محمد.

أم صبحي كانت تهتم بالتغيير وكان الأمر يعنيها كثيرا في خلق جو جديد للمنزل بين حين واخر وان كان كل هذا التغيير ليس حقيقيا انما تغيير مواقع وأماكن بين حين واخر مع بقاء الحال والوضع على حاله فلا الاثاث تغير فعليا هو نفسه الرث والقديم ولا اثار الرطوبة والتشقق اختفت او تم اخفاؤها 100%. 

الغريب والمضحك معا في الأمر أن الجارات وفي كل زيارة لها يرددون نفس العبارات ... في اشي جديد في الغرفة .... هذا الطقم اشتريتيه جديد .... يا سلام هذا البرواز مشتريتيه جديد؟!

تبتسم كعادتها أم صبحي وتقول ... لا والله هذا البرواز كان في غرفة القعدة قلت أنقله هون أحسن.
الحياة السياسية لدينا لا تختلف عن حياة أم صبحي نفس الوجوه ونفس الأثاث تتنقل من موقع لاخر ومن مكان لاخر.

وعندما نتساءل هذا الوزير جديد .... يخرج علينا أحدهم ويقول .... لا يا زلمة هذا كان عين وحطوه وزير أحسنله.

المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com