لك الله ايها الموظف

طالما سمعنا عن الشعب الأردني وما يوصف به من جدية وكشرة دائمة على وجهه, إلا أن صفحات التواصل الإجتماعي كسرت كل هذه الانطباعات.
تجتاح الأردن-وبحمد الله على كل حال- أجواء جوية صعبة تتسم بالحرارة المرتفعة التي لم نشهد لها مثيل منذ سنين...وهنا نلقي نظرة على مواقع التواصل الاجتماعي لنرى العديد من المنشورات والصور والتعابير الجميلة والتعليقات الضاحكة لتثلج صدورنا وتنسينا ما نمر به .
وهذا ما لمسناه أيضا في فترة تساقط الثلوج على المملكة في الشتاء الماضي...
فمن يعشق الأرض يتحدى الصعاب ...
أما أن يخرج لنا مسؤول يبعثر كلماته هنا وهناك ....ويهدد أي موظف لا يقوم بواجبه في هكذا ظروف لا نريده...هذا ما لا نرضاه ولا نتقبله...وهنا اسألك سيدي متى كانت كلماتك هذه واين؟؟ هل قلتها وأنت تجلس خلف مكتبك ساعياً للحصول على مروحة تساعدك على احتمال الحر الشديد ليأتيك الرد بعدم الموافقة لعدم وجود المبلغ المخصص لذلك؟
أم كنت تقف تحت أشعة الشمس الحارقة أمام عملك تنتظر وسيلة النقل التي تقلك لمنزلك؟ – هذا إن اقتنع سائقها أن يقلك-
هل تجعجع وأنت في مكتبك والمراجعون فوق رأسك تتصببون عرقاً كلاكما وأنت تكتب وعرقك يشق طريقه نحو الخدود ليصل الذقون, ويتساقط قطرات مباركة تختلط مع حبر الأوراق أمامك؟
أم كنت ترقب عودة الكهرباء بعد انقطاع لساعات طويلة في منزلك وأنت ترقب أطفالك يتمايلون هنا وهناك تأخذك الشفقة على أحوالهم؟؟
قل لي بربك في أي حال كنت ....!!!!!!!!!!!!
كلنا موظفون والله وحده أعلم بحال الموظف أما أنت فهيهات أن تشعر مع الكادح والبسيط فلا تتفوه بما لا تعيشه ولا تعانيه ...واتق شر الحليم إذا غضب.......
أما أنتم أيها النشامى وأيتها النشميات فلكم ألف تحية مني كل في مكانه وموقعه... وخير نهاية للبداية, قولي (اللهــــــــــم أجرنا من عذاب النـــــــــــــــار)