مهرجان جرش .. المهرجان الاعرق في الاردن واقع مقبول وطموح بلا حدود .. شاهد الصور
أخبار البلد - غدير حدادين
بعدسة: سامي الزعبي
فتح مهرجان جرش ابوابه للزوار العرب والاردنيين من محبي الفن والثقافة
والموسيقى، موجهاً صرخة في وجه الارهاب والصراعات التي تعصف بالمنطقة.
المهرجان الذي انطلقت في نسخته الثلاثين للعام الحالي شكل فسحة أمل وفرح في
ظل الظروف القاسيه التي تمر بها الشعوب العربيه من قهر والم وحروب وصراعات ليكون
ملجأ من كل هذه الاحباطات التي يعاني منها أبناء المنطقة.
مهرجان جرش الذي يحمل اسم مدينة جرش الاثرية - 43 كم شمال العاصمة الاردنية
عمان- انطلق لأول مرة عام 1983 ليشكل علامة فارقة على مستوى المهرجانات الادبية
والفنية والثقافية العربية ويشكل معيناً لا ينضب من غذاء الروح ومتذوقي هذه الفنون
على امتداد مساحة الوطن العربي الكبير.
وفي نسختة للعام الحالي يستضيف المهرجان نخبة من فناني الوطن العربي والشعراء
والملحنين والادباء والفرق الموسيقية.
وبرغم عمره الذي تجاوز الثلاثين عاما ما يزال هناك الكثير من الطموحات
لتحسين واقع المهرجان والارتقاء به للبناء على ما انجز خلال الاعوام الماضية والاستمرار
في تحقيقه النجاحات ليكرس مكانته كواحد من أهم المهرجانات العربية.
وفي هذا الصدد قال وزير السياحة والآثار نايف الفايز للوطن أن واقع المهرجان الذي نراه واقع جميل جداً، فهو أردني بهويته عربي في امتدادة يرحب بضيوف الاردن من كافة أنحاء الدول العربية، ومن مختلف أنحاء العالم.
وبين الفايز أن الاجواء المميزة في المهرجان من الراحة والتنظيم التي يمتاز
بها بالاضافة الى فعالياته وأنشطته، اصبحت علامة مميزة وفارقة .
واعتبر الفايز أن الاهم من ذلك هو الحفاظ على المهرجان وبالبناء عليه وتطويرة
بحيث يبقى رمزاً عريقاً من رموز الفن العربي وملتقى لكل محبي السلام والفن خاصة وأن المهرجان تخطى عامة الثلاثون وأصبح
أحد أهم المهرجانات على مستوى المنطقة.
من جانبه قال مدير مهرجان جرش محمد أبو سماقة "لاخبار البلد" أن المهرجان
واسع ومتنوع ومختلف عن الكثير من المهرجانات، فمعظم المهرجانات التي تنظم أما أن
تكون فنية متخصصة أو ثقافية أدبية متخصصة، أما في حالة جرش فهو أكثر شمولية وتنوعاً، ويصل اليوم عدد المشاركين فيه إلى ألف
مشارك، وبالتالي هنالك ضغط عالي جداً على الترتيبات الادارية واللوجستية والأمنية،
فأنا أعتقد لو كان هناك حفلات رئيسية في أماكن مختلفة، فيمكن أن يكون أريح لنا،
لكن هذا يخرج من خصوصية جرش، لان جرش تقام حفلاته على مسارح حجرية مفتوحة وهذا
أعطى خاصية تنافسية للمهرجان وجعله يتميز عن باقي المهرجانات في العالم. مضيفا بأن
الطموح في اعادة رؤيا جديدة للمهرجانات، على أكثر من صعيد، البرامج، المضامين،
الفعاليات، كل ذلك يعاد الى دراسة وتقييم جديد.
وبدوره قال مدير سياحة جرش، ومدير موقع المهرجان محمد الديك "لاخبار البلد"
أن مدينة جرش تحتل المركز الثاني بعد مدينة البتراء، حيث يرتادها لا يقل عن ربع
مليون زائر سنوياً من مختلف الجنسيات العربية والاجنبية.
وأضاف أن المدينة الاثرية التي تقع شمال العاصمة الاردنية عمان تمتاز بتنوع
المنتج السياحي، فهناك المتنزهات مثل "دبين" التي يرتادها الكثير من
ضيوف الاردن وبخاصة من دول الخليج العربي في فترة الصيف، وهناك أعداد هائلة تزور
هذه المناطق الطبيعية، وأيضاً مناطق ينابيع المياة الموجودة في مدينة جرش. إضافة
الى أن جرش اكتسبت اسمها من موقعها الاثري. هذا أعطاها ميزة خاصة بالنسبة للمكان
التاريخي والقيمة الأثرية لهذه المدينة. حالياً تشهد جرش عرساً فني وثقافي، خلال
10 ايام، وهناك فقرات فنية وثقافية متعدده، هذه الميزة اعطت جرش ميزة جديدة
بالاضافة الى المكانة التاريخية التي احتلتها عبر الزمن والتاريخ.
وقال الفنان حسين طبيشات بدأ مهرجان جرش منذ الثمانينات، شاركت من خلاله
بعدة مسرحيات كان لها دور كبير في تنشيط الحركة الثقافية والفنية والتواصل المستمر
مع الثقافات العربية واستضافة الاعمال الفنية من الخارج.
واعتبر طبيشات أن مهرجان جرش مهم جداً في استمراره ليس فقط للأردن، وأنما
لكل الفنانيين العرب، كما أن الاعمال الادبية مثل المسرحيات أعمال مهمة لكل
المهتمين بالادب والحياة والفن.
أما الفنان يحيى صويص قال: "مهرجان جرش مهرجان عريق ويحمل مفاهيم فنية وثقافية وتاريخية وهو بحاجة الى ألق اكثر مما هو عليه الان فلابد من تكاتف جهود الجميع للعودة به الى تاريخه العريق وهنا لا أعني بانه لم يعد ذات حضور وتاريخ ولكن برأيي هنالك العديد من العوامل التي ساهمت في تراجع الحالة الفنية ليس في الاردن ولكن في غيرها ومنها ظروف المنطقة السياسية ولكن أتمنى ان يعود أسم جرش لما كان سابقاً وان تتهيأ الظروف لإنعاشه اكثر وأكثر ولا ننسى ان هذا المهرجان جاء في ظروف ملتهبة من حولنا فلذا، باعتقادي ان المهرجان ناجح الى حد كبير خاصة في ظل هذه المعطيات وأن إدارته إستطاعت ان تحافظ على توازنه".
في الوقت ذاته أكدت الفنانة عبير عيسى ان مهرجان جرش يحمل الكثير لكل من تابعه من الاردنيين والعرب من الذكريات الجميله على مدى هذا السنوات وفي هذا الوقت بالذات هو فسحه الامل والفرح في ظل الظروف القاسيه التي تمر بها الشعوب العربيه من قهر وألم.
وأضافت: "انا مؤمنه بان الحياه تستمر وبنفس الوقت أراه يتراجع من
الناحيه التنظيميه والحضور المميز من المبدعين والتعامل بحرفيه بعد كل هذه السنوات
والمفروض ان يتقدم ولا يتراجع اتمنى العام القادم ان يكون افضل".
أما الشاعر هشام القواسمة فقال: "ما زلنا نتحدث عن مهرجان جرش كونه
واجهة ثقافية للأردن قبل أن يكون واجهة فنية مع تأكيدنا على أهميته خاصة حينما يقدم
الفن الراقي، إلا انني أرى أن المهرجان بدأ يخفت بريقه حينما اصبح فنياً صرفاً ومكرراً
لا يهتم بنوعية الفن الذي يقدم فكثير من أسماء الفنانين المشاركين لا ترتقي لمستوى
هذا المهرجان الذي عهدناه في بداياته، وبات وجهه الثقافي غائباً يحضر على استحياء
بلا لون أو طعم لذا فمن الواجب أن نعيد للمهرجان بريقه ونعيد له ألقه قبل فوات
الأوان.
في حين أكدت الفنانة
الموريتانية معلومة منت الميداح: "نظراً للبعد الجغرافي لدولة موريتانيا
فيمكن أن يكون هناك نسيان لها على خريطة الثقافة والفن كنت أتابع المهرجان منذ
الصغر عبر الاذاعة، كنت أستمع لفنانين كبار وقفوا على مسارحها منهم وديع الصافي،
فيروز، نصري شمس الدين، وأخرين. كان حلماً
لي أن أكون يوماً ضيفاً في هذا المهرجان وأراها نقطة تحتسب في أرشيفي.
أما المخرجة مجد القصص فأكدت أن المهرجان يتمتع بجمهورية عالية وسمعة طيبة على
المستوى المحلي والعربي وتنافس الفرق العربية والمحلية للمشاركة في هذا المهرجان
الذي أكمل عمره الثلاثين.
في الوقت ذاته أكدت القصص أنه بالامكان تقديم الافضل في المهرجان وإبقاء النوعية هي أساس الاشتراك في هذا
المهرجان المرموق.
لاحظنا هذا العام دعوة بعض المغنيات التي لا تمتلك موهبة الغناء بل الشكل
هو من أتى بها إلى المهرجان فنرجو أن يتجنب جرش ذلك في المستقبل حتى يبقى قبلة
الطرب والمتعة. كما لاحظنا عدم الاهتمام بالفرق الأردنية سواء في الأعمال التي
تقام داخل ساحة جرش الأثرية أو في الأعمال التي تعرض في العاصمة عمان.
وانتقدت الدعاية التي وصفتها بالمعدومة أن إدارة جرش لم تكلف نفسها
بالدعاية لهذه الأعمال لا في الشوارع ولا في وسائل الإعلام وأن بعض الفنانيين
المحليين قاموا بالدعاية لاعمالهم بمجهودهم الخاص، مؤكدة أن الطموح للإرتقاء بمستوى
المهرجان وأن كل الانتقادات هي لتحسين آلية العمل والارتقاء بمستواه.
أما الفنانة ديانا رحمه فقالت أن الفن هو ركن من الاركان التي تبنى عليها الأوطان
وأن مهرجان جرش هو صوره عن الفن الأردني، والعربي، وأنه ومن هذا المطلق يجب أن
يكون هناك اهتمام بالفن بكل مجالاته وخاصة في المهرجانات.
وبينت أنه من اسباب تراجع المهرجان الاوضاع الاخيرة التي عصفت باجزاء من الوطن
العربي بالاضافة الى تقصير القائمين على المهرجان وعدم بذلهم الجهود المطلوبة
للحفاظ على مستواه.
أما الفنانه نجلاء عبد الله فقالت: أن مهرجان جرش مهم للعرب وليس فقط للاردنيين، ربما الفنان الاردني لم يأخذ
نصيب الاسد في مشاركته بهذا المهرجان، الا ان نقابة الفنانين الاردنيين تحاول دعم
الفنان الاردني ضمن الامكانيات المقدمة لهم. فمهرجان جرش يهتم بالدرجة الاولى بالغناء والمطربين، اما بقية الفنون فتأخذ
النصف الآخر.