صلاة التمثيل !!!


يعرف المسلمين صلاة التراويح او صلاة القيام في رمضان على انها صلاة في الاسلام وحكمها سنة مؤكدة للرجال والنساء تؤدي في كل ليلة من ليالي شهر رمضان بعد اداء صلاة العشاء وتصلى جماعة .
ويعرف المسلمين ايضاً صلاة الاستسقاء وهي سنة مؤكدة عند حصول السبب الذي يدعو اليها وهو حاجة الناس الى المطر بسبب جفاف الارض والخوف على الزرع وغيرها من الحاجة الى مياه الامطار فيخرج الرجال والنساء والصبيان فإن اجتمعوا صلى بهم ركعتين بدون آذان ولا اقامة متضرعين الى الله سبحانة وتعالى لنزول المطر .
وكثير من الممثلات يعتكفن على انفسهم في شهر رمضان للصلاة وقراءة القرآن الكريم الفنانة هيفاء وهبي اشارت في مقابلة صحفية ان اهم طقوسها في شهر رمضان المبارك المواظبة على قراءة القرآن الكريم يومياً وتأدية فروض العبادة كالصلاة كذلك الفنانة حنان الترك التي انهت تصوير مسلسل أخت تريزا هذا العام قبل رمضان للتفرع للصلاة والعبادة كذلك الممثلة منى زكي وغيرها من الممثلات .
اغرب واعجب صلاة هي صلاة التمثيل والاستعراض وهذه الصلاة لها اصحابها المختصين بها ليس ممثلين ولا من المواطنين البسطاء انها صلاة المسؤولين من رؤساء حكومات ومن معهم ممن دخلوا ميدان السياسة من باب المحسوبية والشللية فعندما يرغب ذلك المسؤول بالصلاة في احد الجوامع تجد دلالات واشارات واضحة على الطرق المؤدية الى ذلك الجامع من سيارات المرور ومراقبي السير على التقاطعات لتسهيل مرور ذلك المسؤول للوصول الى الجامع دون اي معوقات وحتى لا يتغير مزاجه او يتعرض لما يعاني منه بقية المواطنين من ازمات مرورية كذلك نجد الاستعراضات الامنية عند مدخل الجامع وداخل الجامع من حجز للمكان وحول المكان المزمع وجود ذلك المسؤول داخل الجامع واختيار النخبة من المصلين حوله من المواطنين حتى يكتمل المشهد الاستعراضي والمسؤول ومن معه يستعرضون بخشوع ميولهم الروحانية لاهداف عديدة اهمها الدعاء للمحافظة على المنصب وآخرين انتخابية هنا يكون الاختلاط الديني بالدنيوي في خليط غير متجانس على عكس ما تعكسه ثقافة المواطن البسيط الذي يصلي ابتغاء مرضاة الله لا ابتغاء لمصلحة معينة .
ولم يعد يفهم هؤلاء المسؤولين بان الناس لا تهمهم صلاتهم ولا ابتهالاتهم حيث انها لا تتعدى الاشباع الروحي لشخصهم فقط بقدر ما يشغلهم مدى وفائهم بوعودهم التي قطعوها على انفسهم في تنفيذ ما كلفوا فيه من مهام وواجبات لخدمة الوطن والمواطن كذلك ما صرحوا به بخطاباتهم ومؤتمراتهم وزياراتهم لمختلف مناطق المملكة لتنميتها واشباع حاجة المواطن من الاساسيات والضروريات لصون كرامته وتحقيق العدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد والمحسوبية والشللية ويعتقد كثير من رؤوساء الحكومات والمسؤولين بأن الناس ما زالوا يربطون صلاة المرء بصلاحه وتقواه ونزاهته والحقيقة ان الناس يدركون بأن الشرط الاساسي للثقة في اي حكومة ليس بالاستعراضات مهما كان نوعها بل بعملهم وانجازاتهم الفعلية والميدانية ذات المردود الوطني الايجابي والاصلاح القائم على العدالة الاجتماعية دون تحيز او تميز من هنا تصبح صلاة التمثيل مجرد تمثيلية وحيله لا تنطلي على كثير من الناس وان كان ما زال ضحيتها قلة من المواطنين الغير مدركين لحقيقة الامر .

المهندس هاشم نايل المجالي

hashemmajali_56@yahoo.com