المال السايب!

جريمة نكراء يسجلها الصهاينة اليوم، ويوماً بعد يوم، دون أن يقف بوجههم احد، او يوقفهم أحد، وعلى رأي المثل القائل (المال السايب بيعلم السرقة) ونحن حالنا بفلسطين كحال العديد من البلاد العربية التي تحولت الى مال سائب، لذلك اعتاد الغاصب على سرقتها دون ان يكون هناك أدنى حساب لأصحابها!
ماذا بعد الادانة، وماذا بعد الشجب والاستنكار؟! ما الخطوات التي سيقوم بها العرب؟! سنقوم بحملة على مواقع التواصل الاجتماعي، وعمل أكبر حملة هشتاغ، ونحزن عدة أيام، ثم نقوم بتغير صورة بروفايلنا! وماذا بعد؟!
هل خاف الصهاينة؟! هل تحركت ضمائرهم، بل هل تحرك القادة العرب؟! لا شيء من ذلك.. بل سحابة صيف وتمضي ليعود كل شيء كما كان قبل الحادثة الأليمة، وتبقى ذكرى لأصحابها يتناساها الناس مع الوقت، كما حدث مع قضية القاضي زعيتر، ومع معاذ كساسبة.. وغيرهم ممن راحوا ضحيتنا جميعا! ضحية صمتنا القابع بدواخلنا.. ضحية ضعفنا.. لأننا تحولنا الى مال سائب لا صاحب لنا!
دماؤنا سائبة.. أوطاننا سائبة.. وأموالنا سائبة للفساد، حياتنا سائبة لتكون لعبة بيدي من يرسمون لنا سياسة حياتنا بمطابخهم، ومطابخهم فقط هي التي تحركنا على جمر أوجاعنا.. لأننا تحولنا بكل بساطة الى مال سائب لا صاحب لنا.. والمال السايب بيعلم السرقة!