المأزق القانوني لجماعة الاخوان المسلمين

قامت جماعة الاخوان المسلمين بتعميم بيان تنظيمي داخلي مؤخرا على الشعب الاخوانيه في محافظات المملكه من شأنه تقديم مقترحات لغايات تعديل نظام الجماعه الاساسي .

وكان الهدف من ذلك انتاج اجراءات جديده كميه ونوعيه تعالج الاختلالات التي عانت منها الجماعه على مدار عقدين وكذلك بهدف التسهيل على اعضاء الجماعة للولوج الى عهد جديد بستطيع من خلاله استيعاب ومعالجة التحديات الراهنه ومواكبة التطورات التي من شأنها اعادة الجماعة الام الى ثوبها الاول الذي كانت قد بدأت به منذ سبعين عاما وحسب ما جاء في هذا البيان .

لا شك بان جماعة الاخوان المسلمين الام او ما يطلق عليهم ( جماعة همام سعيد ) تعيش الان في حالة من الانقسام الداخلي بشأن كيفية الخروج من المأزق القانوني التي وجدت فيه الجماعه نفسها خارج الاعتراف الرسمي الحكومي بعد قيام مجموعة اخرى مفصوله من الجماعة بانتزاع هذا الاعتراف الرسمي من خلال الحصول على ترخيص قانوني يحمل اسم الجماعة الام ( جمعية الاخوان المسلمين ).

واضح بان الجماعة قد اخذتها العزة بالاثم بعد ان تجاهلت دعوات تصويب الجماعه قانونيا على الساحه الاردنيه بعد الاحداث الاقليميه التي شهدتها المنطقه وخاصة معقل الجماعة الام في مصر.فقد اضاعت الجماعة بتعنتها فرصة الوصول الى حلول استراتيجيه للخروج من هذا المأزق المتناغم مع الموقف الرسمي والداعم لهذه الحركة الانفصاليه او الانشقاقيه بقيادة المراقب السابق عبد المجيدذنيبات بحيث اصبحت هذه المجموعة بقيادةهذا المراقب هي الممثل الشرعي والرسمي لجمعية الاخوان المسلمين على الساحةالاردنيه حسب القوانين والانظمةوالتشريعات المعمول بها، مما يعني ضمنيا سحب البساط الاخواني من تحت اقدام المراقب العام سعيد ومجموعته المناكفه للحكومةواقصاءالصفةالشرعيه عنها لصالح مجموعة الذنيبات المطواعة للحكومة ومؤسساتها الرسميه.

هذه المحاولات اليائسه والمتاخره للحفاظ على مكتسبات الجماعة على الصعيدالمحلي والاقليمي يجب ان تترافق مع تعديل النظام الاساسي للجماعة المقترح ومعالجة مكمن الخلاف القائم ما بين الجماعة والحكومةواجهزتها المعنيه والمتمثله بعلانية الدعوة الاخوانيه وسرية العمل التنظيمي ، ومعالجة برامجها واهدافها غير المعلنه وخاصة تلك المتعلقه بموقفها من النظام السياسي في الاردن حسب ما هو وارد في نظامها الاساسي . وعليها ايظا ان لا ترتهن في قراراتها ومواقفها الى جهات خارجيه،والانتباه الى خطورة المرحلة الحاليه، وان لا تنتشي بما حصل مع جماعة الاخوان في مصر وسوريا، فالدولة الاردنيه ومكوناتها مختلفة كليا عن تركيبةدول الجوار ، فكلنا اردنيو الانتماء هاشميو الولاء رضي من رضي وغضب من غضب.