اكاذيب الانسحاب...الامريكي من العراق

أكاذيب الإنسحاب ...من العراق سليم أبو محفوظ يكثر الكلام في هذه الأيام عن موعد انسحاب الجيوش الأمريكية من العراق ، الذي يتطلع إليه عديد الشعوب العربية، بعيون يملؤها دموع تكاد تنهمر، حزنا ًعلى دماء الأبرياء المختلطة بماء دجلة ، الذي تحول لونه وأخذ يميل إلى اللون الرمادي على طول أيام السنة، وتتلوها السنة التي تليها وتستمر السنون، والدماء تجري مع مياه دجلة والفرات ، النهريين الخالدين بعطائهما الغير محدود ودائم الوجود بفضل الله المعبود. وقد صرح قائد القوات الأمريكية، الجنرال ريموند أدير نو الموجودة في العراق ،التي تقدر أعداد أفرادها بمائة وثلاثون ألف جندي. من مختلف الرتب والصنوف والمهام ،بأن الانسحاب سيبدأ اعتبار من نهاية الشهر الجاري، ويستمر لغاية كانون الأول حسب الاتفاقيات المبرمة، وللحكومة العراقية الحرية في التجديد للأمريكان والتمديد أو الاستمرار في تنفيذ الاتفاقية ببنودها وتاريخها المحددين من قبل الطرفين. إن القوات الأمريكية التي جلبت الديمقراطية المخضبة بالدماء الزكية للعراقيين الأبرياء، الذي يموتون بواسطة المفخخات التي تتفجر كل يوم، وأخرها انفجار مدينة الصدر الذي ذهب جراءه مقتل ما يزيد عن ستون عراقيا ً ،وجرح ما يزيد عن المئة وعشرون مواطنا ً. فمن المسؤل يا هل ترى عن هذه الديموقراطية...هل هي القوات المحتلة الأمريكية، أم قوات العراق الموالية للحكومة وللمالكي بالذات، الذي لا يستطيع حفظ الأمن في عراق المجد التاريخي ، أم المعارضة التي لم تعرف لها قيادة يتعامل معها المجتمع الدولي ،أم جهات مشبوهة لها أجندات أخرى ترتبط وتتغذي من دول الجوار العراقي التي لا تريد للعراق الاستقرار والعودة إلى ما كان عليه سابقا ً قبل عام 003. لقد بدأت تفكر أمريكا بالانسحاب الجاد، مع تحفظها على بقاء ما بين خمسة وثلاثون وخمسون ألفا ً، وحسب إ احتياجات الجيش العراقي من قوات أمريكية، لأغراض تدريبية وتجسسية وأستخبارية ودفاعية، عن مصالح أمريكية مسستقبلية ...ويعني ذلك إحتلال العراق الدائم، الذي تسميه أمريكا قوات تعاونية تبقى في قواعد على الأرض العراقية، الملتهبة بالتفجيرات المستمرة بين الحين والآخر ويزهق فيها أرواح الأبرياء. من مكونات الشعب العراقي البطل، الذي عانى ما عاناه من زعزعة أمن واستقرار، في المدن العراقية التي لم تهدئ مذ بواكير أيام الحرب، التي وقعت على العراق عام 2003 م. إذا أمريكا جادة حقيقة في الانسحاب وتريد الاستقرار للعراق والعراقيين، الذين يرفضون الاحتلال بشتى أشكاله، ويريدون للعراق أن يعود كما كان موحدا ً ،سياسيا ً وجغرافياً واجتماعيا ً والكل سيقبل بالواقع الجديد، الذي فرض على الساحة العراقية التي تغيرت بتركيبتها جميعها. بعد تسعة سنوات من الاحتلال، وعدم الاستقرار المقصود من قبل من خطط لهذه المعضلة الكبيرة ،التي يعيشها الشعب العراقي البطل، الذي يرفض الاحتلال بشتى صوره التجميلية. وهو الذي يخلق الزعزعة الأمنية بواسطة عملاء له من جميع المكونات العرقية ،والمذهبية والقومية ،ولا يستثنى أحد، كما يمتلك في كل الدول العربية هؤلاء الجواسيس، يستخدمهم وقت الحاجة، بحجج فارغة ومقصودة ٌٌفيها التخريب الداخلي، وعدم الاستقرار لكافة العراقيين، من أجل أن يفرض واقع حال يطالب الأمريكان بالبقاء. لحماية العراق من العابثين، وبالفعل الحقيقي العابثين هم الصهاينة بالدرجة الأولى والأمريكان ، ومن ثم المنتفعين من الفئات العراقية الأخرى، وهم كثر ولديهم تربة خصبة تترعرع فيها العنصرية، التي تدمرالعراق ومستقبله الذي أصبح مجهولا. لدى كل المكونات العراقية ،والشعوب العربية التي أخذت تتهاوى العروش في دولها، ضمن مخطط ينفذ في المنطقة ولا يعرف مصيره، غير المخططين للشرق الأوسط الجديد، الذي ستكون إسرائيل ضمن منظومته الدولية، ودولة لها وجود قوي ونفوذ مؤثرة ،وبدعم سيدتنا أمريكا المنفردة ، بالتلاعب الدولي من طرف واحد، ولا منافس لها ولا منادد. Saleem4727@yahoo.com