رسالة من الشهيد الرضيع علي
اعلم يا عزوتي واهلي إنكم ستذرفون الدمع حزناً على موتي , واعلم ان لوعتكم على موتي حرقاً تألمكم , واعلم انكم يا ابناء عروبتي قد استنكرتم وشجبتم , واستجديتم مجلس الامن والمؤسسات المعنية بحقوق الانسان وحقوق الطفل ليصار الى استصدار قرار يدين الجريمه البشعة بحقي .
اقول لكم ان ربي ارحم بي من خنوعكم وانكساركم واستنكاركم , لقد كانت نارهم برداً وسلاماً على جسدي الرقيق , وكانت السنة اللهب شموع اضاءت امامي طريق بديع لن تسلكوه بهوانكم اسمه طريق الشهادة , يقف على جنباته من سبقوني في الشهاده من الاطفال والشيوخ والابطال الذين طالتهم يد الغدر والحقد والقمع الصهيوني .
فلماذا انتم مستغربين ومستهجنين فعلتهم ؟
فهم قتلة الانبياء , وقتلة الشيوخ , هم من دمروا بيوت العزل وهم نيام , هم من هدموا المدارس والمستشفيات , هم من دنسوا المقدسات , وانتزعوا الاشجار ووضعوا بدلاً منها الاحجار لمستعمراتهم .
هم هم هم , وانتم تعلمون جيداً من هم .
إن ما فعلوه لكم يد فيه , فلولا صمتكم وهوانكم وضعفكم وذلكم , ما تجرءوا وفعلوا ما فعلوه ويفعلوه .
هم اتحدوا وانتم تفرقتم , وتنازعتم , وتقاتلتم , هم لديهم ترسانة عسكرية يرعبونكم ويهددونكم بها , وانتم استنفذتم عدتكم وعتادكم في تصفية بعضكم البعض .
هم اتفقوا على ان تتوحد أهدافهم ويشد بعضهم بعضاً , وانتم اتفقتم على ان لا تتفقوا .
فمتى ستعودون إلى رشدكم , وتبتعدون عن غيكم ؟
متى تؤمنوا وتتيقنوا ان اليهود لا تصلح معم لغة المهادنة والحوار ؟
ومتى تتجاوزوا مقولات الخنوع والانكسار بأن العين لا تقاوم المخرز ؟
والى متى ستبقون تجلدون ذاتكم , وتعيشون داخل قمقم الخوف والهوان ؟
ولكن كما قال الشاعر فيكم :
نرضى الحياة على الهوان كأنما
كل المطامع ان نعيش الى غد
ونذل ذلاً للعدى ونجلهم
وننيلهم منا كبير المقصد
هذي النفوس ضعيفة ربت على
ذل الضمير وربقة المستعبد
د. نزار شموط