نحبُّ الملك... ونكره النظام

اخبار البلد- نحن نحبُّ الملك، فهو رأسُ الوطن ورمزُه أيضاً. هو والعلم الأردنيُّ رمزان مجرَّدان عاليان مصونانِ لا يُمسّان ولا يُناقشان. أما النظامُ فشيءٌ آخرُ. النظام الذي نكرهُهُ ليس النظام الملكيَّ الذي نريده وندافع عنه كجزءٍ من الدولة واحترامها، بل ذاك الذي لا يظهر في الدستور، ويختفي وراء قوانين وتعليمات يجمع بينها سوء الظنِّ بنا، ووراء ممارسات تعبِّرُ عن تغوُّلٍ رهيبٍ للسلطة التنفيذية، ومؤسستي المخابرات والأمن العام، على أرض الواقع.
النظام الذي نكرهه هو ذاك الذي كلما قال الملك: 'الإصلاح'، كان يضع في أذنيه سماعات تُسمعه هدير الجماهير المنادية بحياته (طبعا التسجيل تمَّ في استوديوهات التلفزيون الأردني مع استخدام جميع الخِدَع الفنية المتاحة)، فلا يُصغي أبداً إلى ما قال مليكه (ويدَّعي بعد ذلك الولاء!).
النظام الذي نريد سقوطه حقاً، هو ذلك الذي يتسلل من وراء بنود الدستور التي تقول إن جميع المواطنين (والمواطنات) أمام القانون سواسيَة، وأن حرية التعبير مكفولة، وألا أحد معصوم عن المساءلة.
نحن نحبُّ الملك الشاب الذي تربى على حب الناس، ونريد له أن يحكم شعباً حراً ومستقيماً ومعافى ومنجِزاً يفاخر به. بينما النظامُ الحالي لا يسمحُ بذلك... فهو لا يرى معنا أن جميع مؤسساته بلا استثناءٍ غريقةٌ في مستنقعٍ، وجميعُ وزاراته تشكو من الترهُّل وقِصَر النظر وانعدام الرؤية والبيروقراطية القاتلة والاستهتار بحقوقِ المواطن والمواطنة وبالمال العام، (يمكن أن نستثني مديرية الجوازات مثلاً في أمر البيروقراطية، وليتني أستطيع يوماً أن أستثني وزارة الثقافة، وهذه رسالة إلى أمينها العام).
نحبُّ الملك، رمز استقرارنا، ولا نريد أن نرى بلدنا ينهار وتتناهبه الأزمات.. ولا نحبُّ الحكومة التي تحتالُ على تأجيل الإصلاحِ على أمل أن ننساه! لا نحبُّ مناوراتِها المفضوحةَ في كسب الوقتِ، والتفاخر - وهي تغطي على تقصيرها ـ بأن الملك يقولُ: 'كرامة المواطن من كرامتي'، بينما هي تبحث في القواميس عن معنى هذه الكلمة الغريبة 'كرامة'.
نريدُ المَلَكيَّة، لكن لا نريد معها التخاذل، ولا الاستبدادَ، ولا حكمَ الطغاة الصغار (كلُّ من بعد الملك في هذا السياقِ صغيرٌ)، الذين يحاسبون على النياتِ (كذاتٍ عليا) ويمسكون بمقاديرنا يقررونها بالنيابة عنا كأننا من أصحابِ الحاجات الخاصة في التخلف العقلي، أو كأنا لم نبلغ الحلمَ بعد.ُ
ألا إن الشعب الأردني بلغ سنَّ الرُّشدِ، وإنه يريد إسقاط هذا النظام.
لا نريد حكوماتٍ ما تزالُ تحدِّدُ لنا سقف ما نقول، وشكل كرامتنا، وكيف يُنفَق مالُنا، وإلى أين تقادُ أجيالُنا، وكيف نرشُّ على الموتِ سكَّراً.
ألا إن الشعبَ سيحبُّ النظام فقط عندما يستجيب إلى هدم ذاته، وإعادة بناء نفسه أمام الشعب، بما للإصلاح من إشاراتٍ لا تخفى، تشبه أن:
- تغيِّر الحكومةُ القياداتِ الراهنةَ جميعَها - بمن فيها الوزراء - (التي لم تصل إلا بوصفة سحرية يعرفها الجميع: (ال...م...خا...بر...ات) - لا على نهج حجارة الشطرنج، بل بشبابٍ عصريٍّ واعٍ موهوبٍ، وما من أجندة خفيَّة لديه، فنحن (أقصد مجايليَّ) جيلٌ مستهلكٌ وإخفاقاته لا تحصى.
- تعلن الحكومة عن خطة زمنية لكل إصلاح، فلن نصدِّقَها حتى تفعلَ.
-تستجيب الحكومة لمطالبنا في ثورة بيضاء في التربية والتعليم، وفي الثقافة، كرديف أيمن وأيسر وحامي جول.
دعونا لا نفقد الأمل!