تجار حسنات أم تجار لأيكات فيس بوك
قَالَ تَعالَى: ” الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَـذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ ”.
صدق الله العظيم .
بهذه الآية الكريمة سأبدأ الحديث لأنني لم أجد اصدق من كلام رب العزة والجلالة سأتحدث اليوم عن قضية في غاية الخطورة نشاهدها يومياً على صفحات التواصل الاجتماعي وعبر شاشات التلفزة قضية قد يستخف الجهلة و ضعاف النفوس الذين غرتهم الحياة الدنيا وجعلوا من كلام الله لهوا ولعب ... أتحدث عن الأشخاص الذين جعلوا من كلام الله طريق للتسلية واللعب واللهو ... فمن كان منهم لا يعلم ما هي خطورة هذا الموضوع فهي مصيبة ومن كان يعلم فالمصيبة أعظم .
أتحدث عن ضعاف النفوس والمستهترون الذين يتعمدون استغلال الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة لنشرها على صفحات التواصل الاجتماعي للحصول على مشاهدات واعجابات وزيادة أعداد الزوار لصفحاتهم .
أتحدث عن هؤلاء الأشخاص الذين جعلوا من صفحات التواصل الاجتماعي أوكار لاستغلال عاطفة البشر والاحتيال عليهم , أتحدث عن ضعاف النفوس الذين يروجون أنفسهم وكذبهم على صفحاتهم الفيس بوكية التي تخفي حقيقتهم الشيطانية .
عندما تتابع صفحات التواصل الاجتماعي وترى ما يحصل من استهتارواسخفاف للعقول من خلال المنشورات التي يقوم ضعاف النفوس بنشرها وخاصة الصور التي تجذب المشاهدين والقراء تلك المنشورات التي تتعلق بأمور الدين " منها حرق للقرآن الكريم وتدنيس القرآن والعياذ بالله , وصور حرق للمسلمين في بورما مرفقة بأحاديث وآيات وادعية " نفرح ونقول شكراً لكم للتوعية ونشر ذلك ... ولكن لماذا تضع كلمة " اعمل لايك واعمل شير قبل ما ربك يسخطك انشرها لعشرة قبل فوات الأوان , انشرها لتحقق أمنياتك , أمانة لا تطلع قبل ما تعمل إعجاب وتنشر الرابط انشرها مع الرابط قبل لا ربك يسخطك " .... ماذا نسمى هذه الأفعال .
وآخرون جعلوا من صفحات التواصل الاجتماعي باب رزق للتسول على ظهور الفقراء والمحتاجين , صور أطفال وفقراء تقشعر لها الأبدان يتم نشرها لتساعد ضعاف النفوس على طلب المساعدات .
اهكذا تعلمنا لنشر الدين اهكذا تعلمنا لنشر التوعية ... للاسف اصبح الدين وسيلة لكسب المال ... اصبح الدين وسيلة لضعاف النفوس لكسب أللأيك والإعجاب على صفحات الفيس بوك واصبح وسيلة لكسب استعطاف البشر .
اخيرا أقول لضعاف النفوس ... هل تبحث عن أللأيك في الدنيا , أم تبحث عن الحسنات في الآخرة ... وسؤالي لهم من هو التاجر الخاسر الذي يتاجر بالدنيا وينسى الآخرة ... أقولها لك أنت يا عاشق الفيس بوك , أنت يا من تتاجر باسم الدين من اجل إشباع رغباتك الشيطانية ارجع إلى ربك قبل فوات الأوان يوم لا ينفع الندم .
الناشط الاجتماعي والحقوقي الإعلامي الدكتور جمال الجغبير .