مؤتمر المغتربين.. مهرجان وحلم

نجاح مؤتمر الأردنيين في الخارج كان مبهراً لا يمكن وصفه بكلمات أو عبارات... في خلال يومين قام جلالة الملك عبدالله الثاني الثاني حفظه الله ورعاه بجمع أكثر من ٢٥٠ أردنيا من أكثر من ٦٢ دولة في العالم، تم جمعهم في مكان واحد على مدار يومين متتاليين مع الأمراء ورئيس الوزراء والوزراء والسفراء الأردنيين والدبلوماسيين ورؤساء السلطات والهيئات على اختلافها وغيرهم من أصحاب القرار في المؤسسات الحكومية والخاصة وغير الربحية...

لم تقتصر مشاركة كل هؤلاء على إلقاء الخطابات أو على المشاركة في الجلسات الحوارية.. بل كانوا متواجدين في معظم الأوقات بين النّاس يتبادلون الأحاديث مع المواطنين ويستمعون لكل ماطرح عليهم من آراء وأفكار من النّاس مباشرة.
صدق المحامي طارق الحجيري وهو بالمناسبة أحد المتحدثين الرسميين خلال المؤتمر في جلسة الأجيال الشابة وريادة الأعمال، عندما وصف المؤتمر بالمهرجان والحلم... لأن ما رأيناه وما عايشناه في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات في البحر الميّت على مدار ٤٨ ساعة هو فعلاً تجربة فريدة من نوعها لم تحدث في أي بلد عربي... في مكان واحد باستطاعة أي شخص مشارك في طرح مشكلته أو اقتراحه أو اعتراضه للشخص المعني مباشرة وجهاً لوجه، ولم تقتصر مشاركة الأردنيين على طرح المشاكل والملاحظات فقط، بل كان هناك من طرح مشاريع ربحيّة و غير ربحيّة وتم تسليمها لأصحاب الاختصاص والمعنيين، والمتابعة شخصياً بعد المؤتمر دون أي وسيط سواء كان وزير أو سفير أو غيره من الشخصيّات الأردنيّة.. الروح الإيجابية التي غمرنا بها خلال المؤتمر بعثت أجواء صافية ونقيّة بين الجميع عزّز فينا روح التواصل والمبادرة.
المؤتمر كان أيضاً فرصة للتعرّف على المغتربين الأردنيين في الدوَل الأخرى والتعرّف على أنشطتهم وأعمالهم. وأجمعنا على أن دورنا وواجبنا كمغتربين أردنيين هو نقل خبراتنا وكفاءاتنا ونجاحنا للأردن، والعمل على تطوير هذا البلد الأمين من خلال تجاربنا الناجحة في الخارج. واتفقنا على أن لا يكون سؤالنا ماذا نريد من الأردن.. بل ماذا نفعل للأردن..
في هذا المؤتمر الرائع نجح الأردن مرة أخرى في إثبات فخر الأردنيين بهويتهم وانتمائهم لوطنهم وعزّز ثقة الأردنيين في قيادتهم الملكية الهاشمية السامية الراشدة التي حافظت على استقرار البلد رغم التحديّات السياسيّة والاقتصاديّة التي تواجهها.. فقد أثبت جلالة الملك للعالم أجمع أن الوحدة الأردنية في الداخل والخارج هي خط أحمر لا يمكن المساس بها وأنّ الأردني هو عزيزٌ شامخٌ أينما ذهب.
فعلاً يا جلالة الملك.. ارفع رأسك.. أنت أردني