في الاعظمية ودرعا..غدا نلتقي

 

(غدا الجمعة الثامن من نيسان هناك دعوة لمظاهرة مليونية لأبناء الاعظمية في بغداد لرفع الظلم الذي تعربشهم بمؤامرة فارسية أمريكية مشتركة، وهناك جمعة الصمود في الشام ودعوات في طرابلس الغرب للدعاء بعد الصلاة للتخلص من ابن.. (القذافي)، وهناك دعوة في الأحواز العربية المحتلة بعد الجمعة انتصارا للعروبة.. فلهذه الثورات وعروستهم الثورة الفلسطينية ندعو الله لهم بالنصر والتخلص من المارقين وقطاعي الطرق على مشارف تاريخنا، ولبقية المشاريع ندعو الله لهم بالهداية أو الهداية.)

 

عبثية من قصر اليد..

حتى تكتمل الصورة.. لا بد من أسماء لأحداث نفهمها ولم تود أن تفهمنا، ولا بد من شخوص نفرضها فلا تجرؤ أن تركلنا.. ولعدم كفاية الأخلاق نلغيها من دفتر التاريخ أو نشطبها.. (المهم أن نحلم بأننا مارسنا دور الثوار على بوابات سجن أبو غريب أو نتقمص غنج الفتيات في يوم حنّة بغدادية.. (كان علينا أن نختار بينهما قبل أن يأتي ديفيد بالمالكي حاكما للمنطقة الخضراء ويعمّده السيستاني كصبية في ليلة متعة.. ولكن الآن لا نملك القرار فلا بد لنا أن ننظر إلى ساعات الذهب في أيدينا فهي التي تحدد متى يدق الخازوق فينا).

 

 هنا لا بد من ريشة ترسم بإتقان مفاصل النكبات وتحللها.. أو عود ثقاب يأتي علينا من أخمص القدم ولآخر شعرة مصبوغة في قرعة أكبرنا.. هي الثورة إن كان هناك من يتقنها وهي الثورة إن كان هناك من يعشقها.. غدا في الأعظمية سيكون اللقاء حميما..

 

في الطرف الآخر هناك الطرش غير ملتئم فالنار أضحت وقودها اللمم، وساعات الحسم بدأت منهمكة بجمع التواقيع لسحق ابن عباد والمعتمد.

 

في خيمة جمعت كل الرعاة كلا على مسند.. تجمهرهم كان اقرب لجلسة سمر جمعت من جمعت على أصوات تعلو ثم تخفت، والكل منهمك بأوراق وملفات  وبعض من مقاطع اليوتيوب إثباتا للمشهد..

 

شاعر على زاوية الطرش يتنهد، باليد اليمنى يمسك أوراقا والأخرى تنقبض وتتمدد.. وصراخه كان اقرب لقردة تحاول أن تفرغ قهرها من هول الصدمة..

 

والي الشام يتمختر يتفوه بكلمات ليست كالكلمات ولكنها كانت ..كلمات، فانهار الدم في الشام لم تروي لغاية الآن أبيه في المرقد.. وتوزيع الجنسيات على الكرد مقلب لم ينفذ.. غدا نلتقي بكذبة أخرى قد تنفع..!

 

شاعرنا أخيرا ينطق: ( يقولون ليلي في العراق مريضة ....! )

 

أزعر من بعيد: طيب وإحنا مالنا ؟

 

ولماذا تقحم ليلى والمالكي وفيروس الخنازير في مسامعنا؟ ألم تصلك  أنباء  انسحابنا التكتيكي من دشم بغداد لشوارع بانكوك وتسليم الراية  لأصحاب الولاية ..!

 

في هذه الإثناء كانت رقصة من صبية تجمعوا في صنعاء لتنقل (الجزيرة) على الهواء مباشرة  خبرا يفيد بأن مدهوشا من نفسه رسم على صدره صورة نانسي عجرم ووضع أسفلها ارحل..

 

شاعرنا يتأوه: (ما زالت  ليلى في العراق مريضة ...! )

 

الأزعر من جديد: أمام إصرارك شاعرنا ليس لنا إلا أن ندعو الله بأن يأخذ أمانته....  فلن تنفعك ليلى ولا أبناء العراق لهم دواء..... فدعنا نسوح خجلا في حضن جارية من السبايا ودع ليلى تموت قرفا من سيستاني ليس منه شفاء ....

 

الشاعر يلفظ مع أنفاسه آخر الأبيات: (يقولون ليلى في العراق قد تصبح غانية...!)

 

الأزعر طفح فيه الكيل وبدأ التشليط: ليست وحدها ترقص في الليالي الطويلة بل جلنا أخذته الحماسة بالكأس المثيرة وربما اجتاحته النشوة بالقتيلة... فلترقص ليلى ولتصفق معنا يا قيس بأعلى وتيرة.

 

جرير خلف