صالونات التجميل والمتنفذون
أخبار البلد - نزيه القسوس
المقصود بصالونات التجميل ليس صالونات تصفيف الشعر بل الصالونات التي يقوم أصحابها أو العاملون بها بممارسة أعمال التجميل خصوصا الحقن بالسيلكون أو معالجة بعض أمراض البشرة خصوصا بشرة الوجه وأعمال أخرى من المفروض أن يمارسها أطباء تجميل متخصصون .
هذه الصالونات تخضع باستمرار للتفتيش عليها من قبل لجنة متخصصة من وزارة الصحة اسمها لجنة العناية بالبشرة وهذه اللجنة أعضاؤها من الأطباء الأخصائيين وتجد هذه اللجنة في كثير من هذه الصالونات ممارسات خاطئة أو أن هناك أوضاعا داخل الصالون بحاجة إلى تصويب فتقوم بإبلاغ محافظ العاصمة لكي يصدر أمرا بإغلاق الصالون المخالف وبالفعل يتم اغلاق الصالون ومن المفروض أن لا يسمح له بإعادة مزاولة عمله إلا بعد تصويب أوضاعه .
لكن المفاجأة أن بعض هذه الصالونات التي أغلقت تعيد فتح أبوابها في اليوم التالي وتعود لممارسة عملها بدون أن تصوب أيا من المخالفات التي طلبتها اللجنة .
أعضاء اللجنة يفاجأون بذلك وعندما يسألون يكتشفون بأن أحد المتنفذين أو أحد النواب توسط لدى الجهات المعنية من أجل اعادة فتح الصالون المخالف .
هذا الوضع مع الأسف الشديد مستمر منذ عدة سنوات وقد قدم بعض أعضاء اللجنة المعنية استقالاتهم من هذه اللجنة بسبب هذه الممارسات لكن كل ذلك لم يؤد إلى أية نتيجة وما زالت الصالونات المخالفة تغلق من قبل اللجنة ثم يعاد فتحها في اليوم التالي بسبب توسط بعض المتنفذين .
هناك ممارسات في بلدنا يجب أن تتوقف وأهم هذه الممارسات الواسطات، فالمسؤول الذي يحترم عمله يجب أن لا يخضع لأي ابتزاز مهما كان نوعه والإخوة النواب الذين يمثلون شعبهم يجب أن لا يتوسطوا أو يضغطوا على بعض الوزراء أو المسؤولين من أجل القيام بأعمال تخالف القوانين .
قبل فترة غير بعيدة رأيت نائبا من النواب السابقين يصرخ بصوت عال في أحد المراكز الطبية لأنه لا يريد أن يقف على الدور وعندما قال له المسؤول بأنه يجب أن يكون قدوة للمواطنين قام بعد عدة أيام بتوجيه سؤال عن طريق المجلس لهذا المسؤول نكاية به وانتقاما منه . وفي المقابل رأيت بنفسي رئيسا سابقا لمحكمة العدل العليا يقف على الدور مع المواطنين مع أن بإمكانه أن يجلس عند المدير المسؤول ويأتيه دواؤه وهو يحتسي القهوة .
في المجتمعات الراقية التي تجاوزت موضوع الواسطة ليس هناك مواطن أفضل من مواطن مهما كانت منزلته فالمواطن الذي لا يريد أن يقف على الدور مع باقي المواطنين يذهب إلى مركز خاص ويدفع من جيبه الخاص أما أن يطلب مواطن تمييزه عن باقي المواطنين فهذا مع الأسف لا يحدث إلا في بلدنا .
ونعود لصالونات التجميل فقد أبلغني أحد الأطباء الجراحين بأنه قام بإجراء عدة عمليات لسيدات تعاملن مع بعض صالونات التجميل لإستئصال السلكون من وجوههن أو من أماكن أخرى بسبب عدم وجود خبرة عند الذين يعملون في هذه الصالونات .
وبعد فإننا نتمنى على محافظ العاصمة وعلى وزير الصحة أن لا يسمحا بفتح أي صالون تجميل أغلق بسبب مخالفات معينة إلا بعد أن يصوب هذه المخالفات مهما تدخل أو توسط بعض المتنفذين .