الأردن أكبر من ''نكاشة''..!
أخبار البلد - خالد أبو الخير
كنت تورعت مرات ومرات عن الحديث عن "توفيق عكاشة" صاحب قناة الفراعين، لإدراكي أن مجرد التطرق إليه وإعطائه أهمية يعد انحداراً، لكنه هذه المرة وقد هاجم الاردن، وتنبأ على طريقة المشعوذين، وهو منهم، أن الأمور ستشتعل به على مثل سوريا والعراق في أعقاب عيد الاضحى، فقد اضطرني لقناعتي أن وراء كلامه ما وراءه، للرد عليه.
لم أكن سمعت عن توفيق عكاشة إلا في صيف 2012، حين ذكره أمامي صحفي ليبي، وعندما تساءلت ببراءة: من هو توفيق عكاشة؟ لوح بيده علامة الاستعظام، وشرح أنه إعلامي مصري "بلوة" وصاحب قناة الفراعين! وفق رؤيته. يومها قررت أن اشاهد برنامجه، وقد فعلت لمرة او مرتين، وسرعان ما أدركت ان الرجل غير سوي، ويمكن إدخال برنامجه ضمن مسرحيات "الكوميديا السوداء"، وأنه مجرد ظاهرة "فارغة" تستهوي العامة والرعاع، ولا تستوقف النخبة و"الانتلجنسيا" إلا لتزجية الوقت والضحك عليه، تماما كما أي مهرج يقدم وصلة تبدو سمجة أحيانا، وقد تنتزع البسمة والاستغراب في حين آخر. أما أبلغ وصف له فلا يتأتى إلا بالعامية المصرية وهو" فنجري بوء".
الرجل لا يمتلك من مؤهلات الاعلام إلا هذا "البوء" الذي لا يكف عن الكلام، وإطلاق الشتائم والمدائح والتنبؤات، وهو بمحصلته النهائية "كلام فارغ"، لا يضيف أي قيمة معرفية، بل يدخل في الميتافيزيقيا ونظرية المؤامرة عن جهل وعدم معرفة.
ويعكس استمراره واستمرار قناته وتمويله إعجاب جهات ودول بما يقدمه، وهذا يعكس بالضرورة "جهل مسؤولي هذه الجهات والدول وضحالة تفكيرهم ونواياهم السيئة".
ما قاله عن الأردن مؤخرا لا يعكس رأيه الشخصي وفق تقديري، وإنما "تعليمات تلقاها"، ممن لا يريد خيرا للأردن، وهذا هو سر ردي عليه، لأنه بقضه وقضيضه لا يستحق الرد.
النبوءة بشأن الاردن يتمناها أعداء هذا البلد، وتنطلق عن جهل من يقف وراءها في الأردن، وسر منعته وقوته، ولا تعدو امنية دنيئة، ضد بلد يمثل الان قلعة الأمن والأمان والعلم والثقافة والنور في محيط بات حالك السواد.
لن أقول أكثر.. إنما ولاؤنا للعرش، وثقتنا بأجهزتنا الأمنية ومؤسستنا العسكرية، والتفافنا حول الراية الهاشمية المدماك الراسخ الذي يقوم عليه الأردن "الشعلة الباقية في ليل الشرق الحالك".. وقد خلقنا لندافع عن النور.
لن تهزنا "نكشات" هذا "النكاشة"، ولا أولئك الذين ينفثون السم في الدسم مثل الأفاعي في جحورها، فالأردن أكبر واقوى بناسه ووسطيتهم وتلاحمهم وعزمهم الأكيد من كل الهراء الذي يروجون له.