حجاج الاردن امام معاناة قادمة !
... في ظل السياسة الجديدة التي اتبعتها وزارة الأوقاف لأول مرة من خلال فتح باب التنافس بين الشركات العاملة في خدمة الحجاج بإستئجار أسرة في فنادق مكة المكرمة ودون رقابة او ضبط او متابعة من قبل الوزارة او جمعية وكلاء السياحة ، فقد وقعت بعض شركات السياحة في مطب حجزها لعدد كبير من الآسرة في فنادق مكة المكرمة تجاوزت ال 2000 مقعدإضافي خارج حصة الأردن وبكلفة اجمالية ستبلغ مليون دينار اردني ستدفع الى أصحاب الفنادق في السعودية مجانا دون إشغالها، وهي خسارة ستتوزع على غالبية الشركات التي حجزت ودفعت بدل تلك المقاعد ،مما سيضطر الشركات لتخفيض رسم الحاج من 1400 دينار الى 1000 دينار وهذا ما جرى ويجري هذه الأيام لكسب عدد اكبر من المرشحين للحج لتعويض بعض من خسائرها التي قد تدفعها لإغلاق مكاتبها ،ومن يشاهد العروض التي تقدم للحجاج المرشحين من قبل تلك الشركات او عملائهاأمام مساجد المملكة يدرك حجم تلك الأزمة والخسارة التي ستتعرض لها شركات الحج سوأء أكانت تلك التي حجزت مقاعد أكثر ولن تستطيع إشغالها، او تلك التي حجزت مقاعد أقل ولكنها ستضطر لتخفيض رسم الحج تبعا للعروض الأخرى التي تقل عن المبلغ المعلن ب 400 دينار ،وهذا سيشكل خسارة أخرى لشركات الحج يقدر ايضا بمليون دينار إضافية ،صحيح أن الحاج هو المستفيد من تلك الحالة بتخفيض رسوم الحج ، ولكنه لابد سيكون على حساب الخدمات والسكن والتنقل والخدمات الأخرى التي ستقدم لبقية حجاج العالم ويحرم منها حجاج الأردن .
كانت وزارة الاوقاف تتبع سياسة توزيع حصة الاردن من مقاعد الحج على كافة الشركات السياحية ذات العلاقة بعدالة وإنصاف ، وكانت تلك الشركات تلتزم بعدد مقاعدها وتحجز ما هو متاح لها دون خسارة او حجز اي سرير إضافي وتقوم على خدمة الحج بأفضل الحال ، وكان موسم الحج في العام الماضي قد لاقى ترحيب وارتياح الحجاج ، لكن تغير سياسة الوزارة "لغاية في نفس يعقوب " واطلاق يد ما سمي بالتنافس بين تلك الشركات دفع هذه الشركات لحجز آسرة إضافية حتى تجاوزت العدد المسموح به ب2000 سرير دون ان تتقدم الوزارة بتنظيم وتقسيم المقاعد تبعا لمبدأ العدالة كما كان يجري كل عام ، وهو الأمر الذي سينعكس سلبا على واقع وحال تلك الشركات ويدفع البعض منها للإغلاق من جهة ،والى تخفيض مستوى الخدمات التي تقدم للحجاج من جهة أخرى مما يعرض حجاج الأردن وفي ظل هذه الأزمة الى متاعب ومشقة وتدني مستوى الخدمات في السكن والتنقل وبعد المكان ،وهو مؤشر يعني أن الحجاج الأردنيين وبسبب تلك السياسة التي اقترفتها الوزارة سيعانون المر والمرار ويواجهون موسما صعبا بسبب سياسة تلك الوزارة وغياب جمعية وكلاء السياحة التي يبدو أنها رفعت يدها عن المسالة لأسباب غير معلومة .