الحقيقة إبرة في كومة قش

بموجب ما تبثه الجزيرة والعربية ومحطات أخرى منذ اندلاع الأزمة اليمنية، فإن عشرات الالاف من الحوثيين وجماعة صالح قد قتلوا، وأن آلاف الاطفال سقطوا ضحايا القصف العشوائي للحوثيين في مختلف المناطق اليمنية، وعليه ينبغي ان يكون الوضع محسوما منذ امد للحشد الشعبي وقوات التحالف، طالما القتلى في مناطقهم فقط من الاطفال. ويكاد المرء يصدق ان سقوط النظام السوري بات وشيكا لكثرة ما يخسر من معارك تعلنها ذات المحطات، التي يؤكد مراسلوها ان القتلى من قوات النظام وحزب الله بالالاف، ولا يتوانون بذات الوقت عن اظهار هزائم داعش وكيف ان القوات التركية تسيطر في ضربه وتنال من الاكراد، وكأن من يسمع عليه ان يصدق ان تركيا بصدد وضع حد لما يجري.كما ان العراق ينبغي ان يكون خاليا من السكان بموجب عدد القتلى الذين سقطوا فيه من كل الاطراف، ونقلت اخبارهم ذات المحطات طوال السنوات الماضية.
ويكاد المرؤ ايضا ان يصدق بان نظام السيسي على وشك الانهيار لكثرة ما تبثه الجزيرة عن مسيرات المعارضة ورافضي الانقلاب، في حين يحتار المتابع مما تبثه العربية حول سيطرة السيسي ونيله من الاخوان ومعارضيه عموما وفرض الاستقرار، والاغرب تراجع اخبار ليبيا وكأن الازمة انتهت فيها، وهناك غياب تام عن اخبار السودان وما يجري في شطريها، في حين تداول أخبار من البحرين خط احمر كما حال أخبار الزعماء بخصوص سفراتهم واجازاتهم، علما ان ليموند الفرنسية تحدثت عن اجازة الملك السعودي على الريفيرا ومعه اكثر من الف مرافق كأمر عادي ومثمر سياحيا.
المحطات اللبنانية كلها مشاهدة وتتبع كل واحدة حزبا او تيارا، ومثلها المصرية التي تدار من رجال اعمال وسياسة غالبا، في حين تسيطر الخليجية في مجال الانتاج الاجنبي الموجه، كذلك فان محطات البي بي سي، وروسيا اليوم، والسي ان ان، وسكاي نيوز وغيرها تتبع كل منها دولا كبرى. وعن المحطات غير المؤثرة حدث ولا حرج وحال الأردنية ربما يثير الشفقة اكثر ما يكون.