امنيات
أمنيات
عندما كنت صغيرا كانت أمنيتي ان أصبح رائد فضاء ، لأ أدري من أين جائتني الفكرة ، ولكني أردت أن أصبح رائد فضاء عندما أكبر ، عندما كبرت نفضت هذه الفكرة من ذهني وتحولت أمنيتي بأن أصبح مطرب.
في ذلك الزمن ظهر المطرب ربيع الخولي وانتشرت اغنيته " يا ريت بترضي يا ريت حبيبة ألبي تكوني بعمرلك بألبي بيت وحيطانه ريف جفوني ".
ولأن سوزان وباقي صبايا الحي كن مغرمات بربيع الخولي قررت أن أصبح مطربا.
كنت أتخيل نفسي عندما سأمر من الحي وكيف سيبدأن فتيات الحي بالتهامس : "هيو ... هيو " ، وقد يشتد الغرام بأحداهن ، فتقع مغمي عليها عندما أبتسم لها ، كنت أتخيل كيف سأكون محل غبط وغيرة باقي شباب الحي عندما ستخبأ مريم صورتي داخل خزانتها أو كيف ستحتفظ آية بكافة الشرائط وتحفظ كافة أغانيي عن ظهر قلب.
عندما كبرت أكثر حولت تفكيري وغيرت رأيي بأن أصبح مطرب رأفة بقلوب العذارى أو بآذانهم ، فما لدينا من صراخ وزعيق يكفينا.
كانت أمنياتي كثيرة ، وسذاجتي أكبر ، وقراراتي متغيرة ، أردت ان أصبح طيارا ... شرطيا ... سائق تريلا .. وزير .. نائب ... أستاذ ... أفتح دكانه ... ألخ.
كبرت وتقلصت أمنياتي وما عدت أردد عبارة ... عندما أكبر ... صرت أقول ... يا ريت أرجع أصغر ، وما عادت الأمنيات تعنيني .
أسير إلى حاجز الأربعين يرافقني الشيب على أطراف الرأس وأطراف القلب وكل ما أتمناه لي ولكم هو أن نعيش ... فقط أن نعيش... بلا خوف من القادم ... نعيش كما يعيش الناس بكرامة ...
قولكم مش رائد فضاء أسهل ؟!
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com