للقايش والبوريه ننحني

احتجت الى خمسة وثلاثين عاما لأعرف ان اغنية «دبابات الجنزير .. مدفع بعيار كبير « أكبر مما يتخيل طفل في التاسعة من عمره .
بالامس كنا في جولة مع مجموعة الحوار الوطني على حدودنا الشمالية، اطلعنا خلالها على الجهود غير العادية التي يبذلها رفاق السلاح على اهم جبهات القتال في منطقة الشرق الاوسط وعلى الجبهتين الشرقية والشمالية .
هناك جلسنا الى العسكر الذين تركوا اولادهم وزوجاتهم وامهاتهم واباءهم واخوتهم واحبتهم، ودعوا الجميع لرحلة قد تكون بلا تذكرة عودة لا سمح الله .. قرأوا الفاتحة وتوجهوا الى الثكنات والى الدبابات، يحركهم حب الوطن، يسهرون لننعم نحن بنوم عميق في عمان .
يتعاملون مع عصابات ومهربين ومتسللين، يشاغلونهم بإطلاق النار، يبادلونهم باطلاق نار مماثل، يحملون أرواحهم على أكفهم، ايمانا منهم بأن الاوطان لا تبنى بـ»البيانات»، ولا تحمى من تحت «الكوندشنات»، امنوا ان اليد التي تضغط على الزناد للتعامل مع كل متسلل او مهرب مخدرات او من يحاول دخول الوطن، انما هي يد أردنية لها خمسة اصابع، شاهدها يوحد الله خمس صلوات في النهار، وهو ايضا شاهد على «الزناد» عندما يتعلق الأمر بمن يحاول اجتياز الحدود عنوة لإدخال سموم المخدرات الى ابنائنا، او لمن يحاول ان يجد له موطئ قدم ليفجر او يخرب في وطن اراد الله له ان يكون وطنا آمنا بقدرة الله ومشيئته اولا، وبهمة قيادته وابنائه ثانيا .
عرفنا بعد ان امضينا يوما على الحدود ان شرف الجندية ليس شعارا فقط، بل فعل على الارض، وان ايمان الجنود والضباط وضباط الصف بالوطن وبقيادته هو الايمان بأن الوطن ليس «مزرعه» وان العلم ليس «غطاء ضد البرد»، ذلك ان جنودنا قهروا الثلج وواجهوا البرد والحر، لإيمانهم بأن شرف البطولة يحتاج الى ايمان، وايمانهم بالله وبالوطن هو الايمان الاقوى الذي يجعل من درجة حرارة تموز حين تصل الى 47 درجة مئوية تعادل درجة كوندشنات عمان .
للقايش ننحني، وللبورية نقف اجلالا واحتراما، وللفوتيك واليطق والكتان نقول سلاما على سلام .
حمى الله الاردن وطنا ومليكا وشعبا وجيشا ولو كره الكارهون ..