لما يجي الرئيس القادم.. بنصلي ع النبي

أخبار البلد -  خالد ابو الخير 

 
على حين غرة، ودون توقع، حرك تقرير لصحيفة « رأي اليوم» المياه الراكدة في عمان، وأعاد الى الواجهة الحديث عن تغييرات مرتقبة على أعلى مستوى، بعد أزيد من سنة من الصمت شبه المطبق.
وإذا لم تخني الذاكرة فإنه أثناء أداء رئيس الوزراء عبد الله النسور لفريضة الحج العام الماضي راجت تكهنات وتسريبات عن قرب رحيل حكومته، مدعومة بمعلومات تبين انها خالية من «الدسم».
المشهد يتكرر هذه المرة، فتقرير «رأي اليوم» الذي تحدث عن استدعاء جلالة الملك لمسؤولين أثناء زيارته الخاصة الى الخارج، وعقده لقاءات مغلقة معهم «يشي بتغييرات كبيرة ستجرى خلال الفترة المقبلة»، هذا التقرير توالد وفرخ تقارير تتفنن في توصيف ورسم معالم المرحلة المقبلة، ومن سيشكل الحكومة ويترأس مجلس النواب والأعيان والديوان الملكي.
طبعا.. الديوان الملكي لم يعقب على اي من هذه التقارير.
وبغض النظر عن الاسماء التي يجري تداولها الا ان ثمة ما هو مثير للريبة في السيناريو المطروح من ناحية أن « لا اشارات صدرت عن الرئيس عبد الله النسور» لجهة قرب مغادرته الدوار الرابع، على العكس مما تروج له التقارير كلها. بل على النقيض تماماً،إذ يبدو «أبو زهير» مرتاحا ربما أكثر من اي وقت مضى.
وأمس زار جلالة الملك «صاحب الأمر» رئاسة الوزراء والتقى النسور واستمع لتفاصيل سير أعمال الحكومة وخططها.
وإذا كان مصير الحكومات هو الرحيل، طال الزمان أم قصر، الا أن ذلك لا يتم باثارة العواصف حولها وكتابة التقارير التي يراد منها تهيئة الاجواء للتغيير، واطلاق التقولات والتسريبات. والانكى ان كل هذه « الزوبعة» لا تستند الى منطق وأساس حقيقي، لكنها مثلما الريح تهب.. الى حيث تهب.
ولعل السؤال الذين يتعين ان تتصدى له النخب السياسية والاعلامية التي تروج لرحيل الحكومة هو: ماذا بعد النسور؟.
كل شخص أو مجموعة معني بالتغيير، ومن مصلحته حدوثه بدأ الترويج لنفسه، فهذا الرئيس القادم وذلك رئيس الديوان المقبل وذاك رئيس مجلس النواب الذي لا يشق له غبار.
قلت انني لا اريد التعرض لاسماء، فكلهم خير وبركة، لكن الاستعجال في الطرح يخل بالمثل القائل: لما يجي الصبي.. بنصلي ع النبي!