أمين زيادات يكتب : أسرار عسكرية في ايران ... لا يعرفها الجيران.
يتكلم سكان ايران أكثر من مائه لغة وتعتبر ايران البلد الثامن عشر في العالم من حيث المساحة ومساحتها تساوي مساحة بريطانيا وفرنسا واسبانيا وألمانيا مجتمعين، وعدد سكانها يتجاوز 85 مليون نسمة أغلبهم مسلمون وهنالك أقليات دينية مثل البهائيين واليهود والمسيحيين وغيرهم.
ما يميز ايران موقعها الجيوسياسي فهي نقطة التقاء ثلاث مجالات آسيوية (غرب آسيا ووسطها وجنوبها) ، وتمتلك ايران ثاني أكبر احتياطي عالمي للغاز الطبيعي ورابع أكبر احتياطي عالمي للنفط .
تقيم ايران علاقات دبلوماسية مع جميع أعضاء الأمم المتحدة باستثناء اسرائيل، ومنذ عام 2005 أصبح البرنامج النووي الإيراني موضع خلاف مع الغرب بسبب شكوكه بأن ايران ممكن أن تحول التكنولوجيا النووية المدنية لبرنامج أسلحة يهدد العالم.
وقد أدى هذا الى فرض عقوبات دولية على ايران سياسية واقتصادية ، لكن ايران لم تستسلم للعقوبات بل اعطتها دافعا وحافزا للتطور والتقدم ، حيث بدأت منذ ذلك التاريخ بتطوير نفسا في كل المجالات وخصوصا المجال العسكري.
بحيث استطاعت أن تصنع وتنتج ناقلات جنود مدرعة وصواريخ موجهة وغواصات وسفن عسكرية بالإضافة لأنظمة رادارات وطائرات هيلوكابتر وطائرات مقاتلة، هذا بالإضافة لصناعة السيارات.
لدى ايران أكثر من 600 ألف جندي عامل و مدرب وحوالي 400 ألف جندي احتياط مدرب وتمتلك عدد كبير من الميليشيات شبه العسكرية ، ولديها 11 مليون رجل وامرأة في منظمات جاهزين لأي عمل عسكري ، حيث يمكن أن تعتبر ايران أنها تمتلك أكبر عدد قوات في العالم.
ومنذ عام 1501 ومنذ ان حكمت السلالة الصفوية ، جعلت المذهب الشيعي الجعفري هو المذهب الرسمي لإمبراطوريتها .
النظام السياسي في ايران بحسب دستور 1979 يضم العديد من الهيئات الإدارية الحاكمة والمترابطة بشكل معقد بحيث تعتبر أعلى سلطة في الدولة هو المرشد الأعلى ويعتبر الإسلام هو دين الدولة واللغة الفارسية هي اللغة الرسمية .
وبعد هذه المقدمة المختصرة عن هذه الدولة وما تمتلك من قوة عسكرية وترسانة أسلحة وجيش جرار نظامي واحتياط وميليشيات ، ألا يحق لها ان تكون لاًعبا أساسياً في المنطقة؟!
شاء الغرب ام أبى ، فالنفوذ الإيراني موجود أصلا بلبنان وسوريا واليمن بشكل معلن ولها نفوذ معلنه وغير معلنه بكثير من الدول الغربية والعربية.
إذن لماذا نعادي ايران إذا كانت السياسة لغة المصالح ؟!
ايران دولة قوية عسكرياً واقتصاديًا وتمتلك مخزونا من عقول أبنائها المبدعين إن شئنا أم ابينا.. إن اعترفنا أم لم نعترف، ايران دولة موجودة على الخارطة العالمية كدولة مؤثرة وهي لوحدها ،فكيف إذا دخلت في تحالف مع روسيا وغيرها من الدول.
على أصحاب القرار هنا أن يقرؤوا المشهد الحاضر والمستقبل بشكل دقيق فليس لنا مصلحة بمعاداة قوة عالمية مؤثرة هي ايران ، علينا إعادة ترتيب المصالح والأوراق بدون أن نكون طرفاً لا نعرف متى سيبدأ ولا نعرف متى سينتهي ونحن بالتاكيد الطرف الخاسر في كل الحسابات والمعادلات.
هناك إعادة ترتيب لهذه المنطقة وهناك قوة جديدة ستسيطر عليها وداعش وغيره من المنظمات الإرهابية سينتهي وجودها في وقت قريب في هذه المنطقة بفعل القوى والتحالفات والمصالح الجديده .