وزارة تعهد للحفلات

دعوة المغنيين والمغنيات لإقامة حفلات طرب ورقص تليق بالشركات والوكلاء المتخصصين بالشأن وليس الأمر من مسؤولية الجهات الرسمية أبدا ولا يليق بها أيضا. ولأن المعتاد في مهرجان جرش للفنون تولي الدعوات الغنائية وبيع التذاكر فإن مراجعة الهدف من المهرجان يعد ضرورة للوقوف على جدوى دعوة المطربين والمطربات المشهورين وإن هي تحقق أي هدف وطني أو ثقافي أو حتى سياحي، طالما بإمكان متعهدي الحفلات القيام بالواجب دون كلف مبالغ بها هي أجرة أي مطرب مشهور.
في العالم تعمد كثير من الدول الى تنظيم المهرجانات الوطنية والشعبية «الكرنافالات»، وهي تخصص للأعمال الشعبية واستذكار التراث، وغالبا ما يشارك ويساهم بها أغلب السكان، وتكون منظمة ومنظبطة يتجلى بها الازياء والالوان وفرق العزف الشعبية، وكذلك غيرها مما تخصص لاستقبال فرق الدول الفلكلورية؛ بهدف تنويع الثقافات العالمية في مكان واحد والتعرف اليها، وهذا النوع غالبا ما يشجع السياحة الداخلية والخارجية، ويحرك عجلة السوق، اضافة لما تشكله من معايشة أجواء وطنية وذكريات حميمة من الماضي.
في مرة اعتمدت فكرة الاستقطاب السياح الى جرش بمحاكاة الماضي وتمثيله، وقد نالت إعجابا ثم لم تجد دعما فتوقفت، وذات الامر بالنسبة للبترا، وهناك افكار عديدة لمهرجانات عالمية للثقافة والفنون، تستند الى الموروث وتعد رافعة سياحية ووطنية في آن معا، غير أي منها لم ينفذ واستقر بدلا منها مهرجان جرش للغناء، ومثله مهرجان الفحيص، علما ان كل محاولات التزويق ليكون الامر شعبيا ووطنيا قد فشلت، وما أفادت دعوة الشعراء ومسارح العروض واتاحة بيع المشغولات بحرفه عن كونه وجوهره المطربين والمطربات.
وفي واقع الامر فانه مقبول جدا أن يكون الاردني عمر العبدلات نجما للافتتاح، او لحفلة خاصة به لو ان المهرجان وطني وشعبي، غير ان حاله فيه كرامي عياش وسلطان الطرب واليسا وأن تعود من المهرجان على سعر أقل باعتباره منتجا وطنيا، وفي الإعلانات ان نجوم المسرح الجنوبي اليوم هم غادة عباسي وجوزيف عطية وفي الامس كانت يارا، ترى من هؤلاء تماما لسعر تذكرة بعشرين دينارا فقط.