في الأردن فقط!؟

واحد من بين ثلاثة حاصل على تسهيلات من البنوك المحلية إما نقدا أو لتمويل مركبة أو شقة، لا تستغرب إن كانت لعفش منزل وشاشة «إل سي دي»، والثاني مدين بسبب سلفة على الراتب أو لصديق أو جار.
في الأردن فقط الغالبية لديهم رصيد بالسالب في فواتير الكهرباء والماء أي «ملحوقين»، أو انقطع عنهم النت والاتصال كون الأخيرة لا تمهل أكثر من شهر، في المقابل لا ينفك غالبية سائقي التكسي عن الحديث عبر الخلوي طوال الرحلة أحيانا من خلال محادثات ثلاثية.
على سيرة الخلوي فالمشهد المألوف في الشارع العام أن الكل يتكلم عبر هذا الجهاز الملعون المسبب بالدرجة الأولى للحوادث يخيل إليك أن الكل يتحدث مع الكل وكأن لا أحد ينصت، لا تنسى أن غالبية الأجهزة الحديثة «تج» هي أصلا بالتقسيط.
في الأردن فقط وجهة الراكب تكون حسب رغبة السائق، كم من المهزلة أن تسمع سائق تكسي يخاطب الراكب قائلا «على الهاشمي» أو يمهد في إشارة بيده إما على اليمين أو الشمال قبل الوقوف في معادلة مقلوبة، العجيب أن بعض الركاب يستجيبون.
في الأردن فقط تعمل أجهزة التكييف على درجتها القصوى وتحديدا في مركبات العمومي فئة «نيسان صني»، بينما تكون نوافذ المركبات الفارهة وآخر موديل مفتوحة حتى في فصل الشتاء.
شريحة كبيرة من الناس تمتلك مركبات سعرها يتجاوز العشرة آلاف دينار وتصل إلى 15 ألف دينار لأشخاص رواتبهم دون الـ500 في مفارقة عجيبة، معظمها تغسل يوما بعد يوم إما في المحطة أو من قبل عامل وافد ومقابل اجر شهري، يمكن ان نخص هنا مركبات «كامري، بريوس، فيوجين/هايبرد».
في صلاة الجمعة تحديدا تغلق اغلبية الشوارع الفرعية وبخاصة في الاحياء الضيقة وأحيانا الرئيسة على اعتبار أنها جماعة، بينما تخلو المساجد من روادها في الأوقات الأخرى، صلاة العيد تبدو مختلفة فالكل يرغب بتأديتها.
إذا رغبت بأن تتعلم شيئا من السياسة عليك أن تقرأ التحليلات المتضادة والمتناقضة أحيانا «الاختلاف في الرأي.. لا يفسد للود قضية»، التنوع مطلوب، لكن ليس لدرجة المتاهة والانقلابات الحادة في وجهات النظر ما بين ليلة وضحاها «ردود الفعل بعد الاتفاق الإيراني مثلا وقبله زيارة جودة لطهران».
في الأردن فقط تشتاق لممارسة هواية السباحة وإن عزمت عليك أن تقطع مئات الكيلومترات لتفاجأ بامتلاء أماكن الإقامة وغالبا ما تعود مصابا بلسعة «أبو الهيلمان» أو جروح بسبب الصخور الحادة، وإن قررت اختصار المسافة أقصر فأنت مضطر ان تبيت الليلة على أرصفة فنادق الخمسة نجوم أو استئجار معرش غير قانوني.
في الأردن فقط يمكن أن تطلب منك البطاقة أكثر من مرة في يوم واحد هذا في الشارع العام فقط فكيف لو قررت الدخول إلى المحكمة أو انجاز معاملة في دائرة حكومية وتحديدا إن كانت أمنية.
تلك البيانات ليست رسمية ولا تقديرية بل هي واقع نعيشه كل يوم، لا تحزن، إذ أشار استطلاع لمخاطر البلدان السياسية والاقتصادية نشرته مجلة «يورو موني» إلى أن الأردن يحرز تقدما على صعيد تخفيف المخاطر، بينما تبقى الدولة الأفضل أداءً والخيار الأكثر أماناً عربياً، مقابل أن 80 دولة من أصل 186 دولة في العالم أصبحت تعاني مخاطر سياسية واقتصادية أكثر من ذي قبل في النصف الأول من 2015.