الاعتدال والبعد عن التطرف..!

حياة البشر مكونة من مجموعة انفعالات، وخصائص شخصية.الانفعالات تتراوح بين فرح،حزن، هدوء،غضب. اما خصائص الشخصية فهي زهد،طمع ،حلم ، اندفاع ،صدق، كذب، كرم، بخل، حكمة، وجهل.تدور أحداث الحياة فتظهر وتتكون الشخصية ،وعادة لكل شخص خصائص خاصة به تميزه عن الاخرين فقد نجد نماذج ايجابية ، او نماذج سلبية ، وقد يراوح البشر بين الثنائيات السابقة من الانفعالات والخصائص،ومن خلال الخصائص الشخصية للفرد يرى الحياة جميلة او يراها صعبة، وقاتمة.

والسؤال الذي يطرح نفسه في ظل ما يجري حولنا من احداث مخيفة، تفجير ، وتدمير، ما هي الخصائص الشخصية للمتطرف!
الاجابة ليست سهلة لكن لابد من حصر خصائص الشخصية للمتطرف وهي الطريقة الوحيدة لتقويمه او على الاقل الحذرمنه، ومحاولة قمع شره.
المتطرف شخص مندفع ، سريع الغضب،ذو أراء متقلبة وسريعة التحول، والتبدل، متقلب المزاج والاراء، يحب مخالفة اراء الجماعة،والرأي العام، بمعنى «خالف تعرف» كلماته غاضبة ، غامضة، ساخط على الدنيا وذاهب للطرف البعيد، يعيش في كآبة ويدعى أن الحياة صعبة وكبد، وأنها ظلمته ولم تحقق اماله واحلامه،قد يرتدي ثياب الورع والدين في المظهر وهو بعيد عن الجوهر والروح،كقنديل بل ضوء.
المتطرف شخص يصنع لنفسه عالم ضيق محدود يعتقد أنه قائد هذا العالم، واحيانا يتخيل نفسه نبي مرسل منزه عن الخطأ لا تشوبه شائبة ، ومختلف عن الاخرين، وقد يسعى لجمع انصار حوله لمؤازرته،شخصية تعيش بعيد عن الواقع ، تعزف على وتر الدين بالمظهر لا بالجوهر، هذه الشخصية تحتاج الى اجتذاذها، وايقافها وتجميدها في اماكنها قبل أن ينتشر ما تحملة من اراء متطرفه ، ولن يكون ذلك ألا من خلال التوعية للشباب ورعايتهم والاقتراب منهم، وتنبيههم الى هذه الشخصيات التى قد تظهر فجاءة حاملة أراء متطرفة تسعى لنشرها وجمع اعوان لها،لذلك نؤكد مراراً وتكراراً، على الاهتمام بالطفولة، والشباب من خلال انشائهم على تعاليم الدين الحقيقية ، وترسيخ القيم الاخلاقية، وتسليحهم بالعلم والمعرفة ، وعدم تركهم للبطالة والفراغ. ان المسؤولية لا تقع على عاتق الأسرة فقط، بل إنها مسؤولية مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب السياسية والمؤسسات التربوية. ليس للحياة وجوه ، البشر هم من يملكون الوجوه،وكل ما في ارواحهم ودواخلهم ينعكس على ملامحهم.
المحبة ، والصدق ، والطيبة، والقرب الحقيقي من الله هو ما يضمن حُسن الوجوه والقلوب، والاعتدال والبعد عن التطرف.