الإخوان أرادوا تصعيد الشارع فانقلب عليهم.. وكشف مخططاتهم
اخبار البلد- عمر شاهين - شكل يوم 25 آذار انقلابا تاريخيا في مجريات الشارع الأردني ، وترك دهشة كبيرة في انقلاب الشارع تماما، وتغيرت كل ملامح الحراك السياسي، وطبعا هذا الانقلاب أنتج نقطة جوهرية تراجع الإخوان المسلمين من قيادة الشارع في المسيرات إلى ملاحقة تستنجد بالأمن لحمايتها، كأفراد ومقرات وهذا مالم نكن نتمناه، بل أن يشارك حزب الجبهة في الإصلاح السياسي عبر كبارهم .
من الطبيعي لم نقبل رمي المعتصمين بالحجارة، ولا ما يحدث اليوم للجماعة الحزب، وكلاهما يشيران باصبيعهما دوما إلى أن ما يحدث تخطيط امني، وهذا كله لن يغير حقيقة الانقلاب الذي لن يستطيع الإخوان حصره في الأمن، لان هذا التغير واضح وشعبي، وسأوضح حيثياته وكيف انقلب وتغير.
أولا ما يحدث اليوم للإخوان، لا نقبله ونستنكره ونرفض أن يصل الحوار إلى الشارع بهذا الشكل، ولكن من أوصلهم إلى هذا الحال المؤسف سوى أفعالهم وارتفاع سقف تصريحاتهم ،غير المضبوطة وغرورهم الأعمى، فحالة التغيير العربي أصابت الجماعة في الهوس والعمى، حتى رفعوا خلال شهر واحد مطالباتهم من عدالة انتخابات إلى تحديد صلاحيات الملك .
الإخوان المسلمين هم من رفض الحوار عبر الطاولة، ورفضوا المشاركة في الانتخابات البرلمانية 2010 ورفضوا المشاركة في حكومة البخيت ولجنة حوار الوطني، ولم يعجبهم سوى المسيرات،والتي ظنوا أنها مكسب لشعبية الشارع، دون أن تلفت انتباه أن الشارع يحمل توجهات مختلفة ومتناقضة، وقد تتوافق معهم لفترة وتنقلب ضدهم ، وهذا ما حدث.
لا يريدون حكومة البخيت ، ولا مدير المخابرات، ولا مجلس النواب، ولا المشاركة في لجنة الحوار الوطني، ولا الانتظار لثلاثة أشهر ألزم فيها الملك حكومة البخيت بإصدار إصلاح سياسي واضح.فماذا يريدون؟
ثورة الجماهير ضد الإخوان من دون غيرهم، لم تكن تحريضا أمنيا كما يحاولوا أن يروجوا، بل لان الشعب اكتشف أن قضية الإخوان لم تعد مطلب إصلاح بل إثارة الفوضى، ومن ثم اكتشاف التخطيط الخلفي لاعتصام الداخلية وكل هذا يأتي في إدراك شعبي واسع بارتباط الإخوان مع مشروع حماس السياسي وسوريا وقطر وإيران، مما يعيد إلى الى الأذهان ما فعلته حماس في غزة حينما ادعت تدريجيا أنها تود المشاركة بالديمقراطية في الانتخابات التشريعية، حتى إذا ما تمكن من حكومة ديمقراطية انقلبت على الشرعية وأفسدت كل مداخل إصلاح إلى يومنا هذا.
لغة البلطجة والشارع والملاحقة، والتجيش ، لم تكن من الحكومة بل من الإخوان المسلمين الذين استعملوا كل هذا للتحريض ضد الحكومة وبل ضد الدولة، بداية من المسيرات وطرح الشعارت، بينما فتحت لهم الحكومة كل الأبواب، وهم يغلقونها وذريعتهم ما صرح به الشيخ زكي بني أرشيد ان الظرف فرصة لا تعوض، للتغير، لينقلب التجيش وأسلوب لغة الشارع ضدهم، وحتى هذه اللحظات أصبحت الحقيقة كالتالي:
استعمل الأخوان الخطة التالية والتي علمتها إيران لشيعة البحرين، وتتلخص ببث كل ما تملكه إعلاميا لتشويه الحكومة وفقدان ثقة الشعب بالحكومة والدولة، حتى يصاب بحالة هستيريا تخرجه إلى المسيرات، غاضبا و طالبا التغير الكلي، بعد هذا خنق الشارع بإقامة مسيرات، في وسط الحراك التجاري، ورفض أي حوار مع الحكومة لتشكيل العزل السياسي ، حتى إذا تم هذا مال الميزان لصالحهم ، وبعد هذا إقامة عصيان مدني مع استفزاز للحكومة حتى تقوم بضربهم او قتلهم ضبطا لإثارة فوضى أو تخفيفا لاحتقان، وهنا يسعى الإخوان إلى التحريض الخارجي والاستعانة بالدعم الدولي كما في ليبيا، وبعد أن فشلت هذه الخطة التي علمها الإيرانيون لحماس ومن ثم لشيعة البحرين .
بعد فشل كل ما طبقه الإخوان وبقيوا محاصرين بعدد محدود من جماعاتهم، أعاد الإخوان المسلمين تطبيق خطة ميدان التحرير في القاهرة ووجدوا أن إقامة اعتصام دائم ومفتوح وفي مكان حيوي، سوف يمكنهم من التجيش والتحشيد وتهيئة نقطة انطلاق تقبل الدعم، وهي ما فشل في ميدان ألؤلؤة البحريني، وسعوا إلى تحريض وتهويل كعادتهم عبر صفحات الفيس بوك كشعارات : اللهم انصرنا على الظالمين، وسيعلو الحق" وكأنهم يعتصمون ضد إسرائيل وليس ضد الدولة التي يعيشون بها، ومن ثم إحضار أطفال ومرضى ومسنين، حتى إذا حصل أي اصطدام ظهرت ضحايا وموتى، ويقع النظام الأردني تحت هجوم الرأي العالمي بأنه نظام إرهابي،ولإكمال السيناريو بان يبقى شباب الإخوان في الداخلية ، والقيادات عند مسجد الكالوتي، ليفاجأ الإخوان أن من هاجمهم جماعات شعبية ، ظنت أن ما يحدث تحت الميدان انقلاب حمساوي" ووجدت أن الأمر لم يعد يحتمل ، ولا يتعلق بإصلاح ومكافحة فساد بقدر إثارة فوضى ، بل وانقلاب مخطط له طالما أن هناك ارتباطات خارجية.وهو ما فسر بالشحن الإقليمي ، ولكن يبقى السؤال الأهم من جر الشارع الأردني إلى هذا هل هي الحكومة التي فتحت كل الأبواب والطاولات إلى الإخوان حينما جالسهم جلالة الملك نفسه، وجماعة وأمناء أحزاب، وقدم لهم الأمن الماء والعصير وحماهم، أم الإخوان الذي وجدوا اللعب في الشارع أكثر شعبية لهم، ولم يتقوقعوا مالم نتمناه وهو هذا التغير الكامل في نفس الشارع الذي عبه الإخوان قبل أن ينقلب ضدهم.
كل ما حدث أساء للجميع وللإصلاح ، وللظرف المناسب لصياغة قانون انتخابي ، وحزبي، وكلنها الفوضى التي لا يستطيع الإخوان الاستغناء عنها لأنهم يظنون أنفسهم دوما فرسان الشارع.نريد أن يكون الإخوان جزء في الحوار ولكنهم يردون أن يكونوا كل الحوار .
Omar_shaheen78@yahoo.com