الأمير علي بن الحسين وانتخابات الفيفا القادمة

أخبار البلد-  محمد قدري حسن
تسارعت الأحداث في شارع ومحيط الاتحاد الدولي لكرة القدم -الفيفا- ولجوء السويسري المخضرم جوزيف بلاتر لخيار التنحي عن كرسي الرئاسة، داعياً إلى انتخاب رئيس جديد لـ«الفيفا» أواخر شباط من العام المقبل، وما تتناقله وكالات الأنباء العالمية منذ عدة أسابيع عن ملاحقة الفاسدين والمفسدين في منظومة الفيفا، كلها شواهد تؤكد أن الأمير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم كان على صواب وهو يعلن ترشحه لمنافسة بلاتر على رئاسة الفيفا في الانتخابات المشهودة هناك في زيوريخ أواخر آيار الماضي.. وفيها خسر الأمير علي الانتخابات رقماً لكنه كسب احترام العالم بأسره وعاد من زيوريخ مرفوع الهامة فائزاً بمحبة كل الغيورين على مصلحة الفيفا ومستقبل كرة القدم العالمية.
«أنا فائز في كل الأحوال» عبارة قالها لي الأمير علي قبل انتخابات الفيفا وهو كذلك؛ لأنه وان خسر مقعده في الفيفا نائباً للرئيس عن قارة آسيا.. وإن خسر الانتخابات رقماً.. فقد أصبح رقماً صعباً ولاعباً رئيسياً وأساسياً في عالم كرة القدم ليس على مستوى قارته الآسيوية وانما على مستوى باقي القارات.
الأمير علي بن الحسين قاد مرحلة التغيير ومكافحة الفساد في الفيفا.. حرك المياه الراكدة في بحيرة الفيفا الفاسدة وسلط الأضواء على حاجة كرة القدم الى قيادة جديدة وليس فقط الى رئيس جديد لن يكون في كل الأحوال.. جوزيف بلاتر الذي رفع راية الاستسلام.. وقرر مغادرة الفيفا والعودة الى عالم الصحافة التي قد ترفضه هي الأخرى!
عندما يخرج الأمير علي عن صمته ويعلنها صراحة قبل يومين أن على بلاتر التخلي فوراً عن منصبه وفسح المجال لشخصية اخرى لتسيير شؤون الفيفا وتنظيم الانتخابات المقبلة فإنه على حق، إذ إن التغيير الحقيقي يجب أن يبدأ مع رحيل فوري لبلاتر وعدم السماح له بتخطيط خلافته وإدارة العملية الانتخابية.
الفيفا بحاجة فعلاً لا قولاً الى إصلاحات قبل انتخابات شباط المقبل.. والاتحادات الوطنية في كل القارات عليها هي الأخرى اعادة حساباتها والاستفادة من دروس وعِبر الماضي، وآسيا تحديدا عليها ان تكون متحدة لصالح كرتها ومستقبلها.
في انتخابات آيار الماضي.. انفرد الأمير علي بن الحسين بشجاعة استثنائية وقدرة على مواجهة بلاتر وفي انتخابات شباط المقبل سنرى الصراع على أشده بعدما فتح الأمير علي الباب واسعاً أمام كل راغب برئاسة الفيفا.
نعم.. علينا الاعتراف أن الانتخابات القادمة لن تكون سهلة ولكن علينا أيضاً الاعتراف أن الأمير علي بن الحسين أصبح شخصية عالمية يمكن أن تلعب دوراً حاسماً ومؤثراً، وعلى عرب آسيا بل على آسيا بأسرها مساندته واحترام شجاعته ونزاهته ورغبته الصادقة في اعادة الفيفا الى حيث ينبغي أن تكون في صالح كرة القدم العالمية.. وليس لحسابات وأجندات شخصية.
أدعو الأمير علي بن الحسين الى مواصلة تحركاته مع الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي ومع كل الشخصيات والجهات والاتحادات الراغبة فعلاً في خدمة كرة القدم ورفع شأن الفيفا.
والله الموفق