يمسح بائع القطايف العجوز ماكنته هامسا "الله يعطيكي العافية" ويبيع ما تبقى لديه بزيادة " من يطلب كيلو يعطيه كيلو ونصف" ومن يطلب نصف كيلو يعطيه كيلو" ويشفعها بعبارة " كل عام وأنتم بخير.

ينظف بائع العصير أدواته ويردد هامسا " الحمدلله " ويفرق ما تبقى لديه على المارة حسب الطلب – سوس تمرهندي خروب – ويذيل عبارات التقديم بعبارة "كل عام وأنتم بخير".
ثمة أناس يشترون حاجيات العيد من كعك ومعمول وشكولاته ، وأطفال مبتهجون يحومون حول بسطات الألعاب المنتشرة ، يسرحون بأفكارهم – ترى كم ستكون العيدية -.
مياه تسيل على جنبات الشوارع تنبأ بأن هناك عمليات شطف وتنظيف ، وأصوات أغاني العيد تملآ الطرقات – أهلا أهلا بالعيد / والعيد فرحة / وأم كلثوم تصدح هناك " يا ليلة العيد أنستينا " .
في مثل هذه الليلة كنت أهرب إلى النوم مسرعا بحجة أن يأتي العيد سريعا ، أنام وبجانبي ملابس العيد بانتظار أول خيط من خيوط الفجر لأرتديها ، تحت وسادتي أخبأ مسدس الفلين لأطلق من الفرح شعلة وأضيء بالبهجة شمعة.

ليتني أعود طفلا وأعيد كافة التفاصيل بأدق التفاصيل ، علي أحظى من العيد بفرحة كتلك التي حظيت فيها مرة.

كل عام وأنتم بألف خير . وعيدكم مبارك


المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com