قطار الحياة وتأملات النفس وبوابة العبور

بين النفس والعقل والجسد وروح ...تبدأ محطات القطار وتكبر في بعدها قليلاً قليلاً وتحمل معها التأملات كلما زاد البعد زادت التأملات سريعاً فتخاطب العقل بالإنجاز والجسد بالجهد وتعززها الروح بالإرادة والعزيمة فتأخذ في طياتها الكثير والنفس تتشاقا على العقل وترسم له الطريق ,فالنفس لها تأملات كثيرة وأميات كثيرة يلون منها العقل ما أستطاع في قطار الحياة وتسعى الروح لتثبت النور في الأجزاء الأخرى لتشق النفس تأملاتها سريعاً إلى تلك الأجزاء لتغرس للعقل مكانه في تلك الأرجاء ولكن تأملات النفس في قطار الحياة لا تهدأ وتبقى تواصل في كل محطة لها توحي لك بمحطة جديدة مشرقة غيرها فتجعلك في تعارك بينها وبين العقل وطاقات الجسد وانهماك الروح لأن الرحلة في قطار تأملات الحياة لم يحدد له بشر في أي محطة سوف يتوقف ,فيبقى الزمن مرهون بيد من ملك تلك الروح ليحدد لها بوابة العبور, في تلك البوابة يكمل السر العظيم فهي تحدد مدى التشاقي بين النفس والعقل فأما أن تسهل عبور الروح بسلام من تلك البوابة أو تشقى فيكون عبورها جحيماً في حين غفلة من تأملاتها في قطار الحياة ...
ولكن تلك البوابة بيدك إنعاشها بتوبة إلى الله وإصلاح تأملاتك في قطار الحياة وبضبط النفس الأمارة بسوء لتبدأ رحلتك منذ بدايتها تنمو في طريقها الزهور بشوق وانتظار إلى محطة العبور التي خلقنا من أجل أن نعمل لتلك اللحظة التي تخرج فيها الروح لتعبر وتقابل رب الأرواح
ولكن ضباب الحياة ومشكلاتها وتعقد غايات الناس ومتطلباتها التي يعثو فيها الباطل على الحق أصبح يراكم على الروح أسما غاياتها التي خلقت من اجلها
فانتفض لروحك وجدد وصلات العبور وسقي زهور دربك قبل أن يذبلها ضباب الحياة وتشاقي النفس