المواطن الأردني والمطلوب منه
استطاع المواطن أن يثبت للقاصي والداني بأنه على قدر المسؤولية ويعي جيدا ما تمر به المنطقة من أحداث وقتال وتقسيم وفتن وأستنزاف للموارد وتعامل بحكمة الكبار مع قضايا الاقليم بوطنية قل نظيرها ، هو الاردني صاحب الخبرة والتجربة في التاقلم والتماشي مع مراحل صعبة مر بها الاردن وتجاوزها واقفا وشامخا ونظره الى الايام المقبلة ويستخلص منها الدروس لتدريسها للاجيال القادمة ونحن الان نتعلم من تاريخنا الصمود وتقديم الوطن وشعار كل مواطن وانا متأكد من ذلك هو بيتي وطني .
ننظر بكل آسى وحرقه لما آل اليه الحال العربي بعد مرور أربعة اعوام واكثر من حرق بوعزيزي نفسه وقيام ما قامت به
الشعوب العربية من تحريف الهدف السامي للتغيير والتبديل للأنظمة الفاسدة الى حرق الاخضر واليابس كما يقال وتدمير الانسان والنظام ولم يستفد من ذلك لا هذا ولا ذاك بل بالعكس من استفادوا هم الان يبحثون عن آليات متطورة لخرق بقية الاقطار وتدميرها وإيجاد فئات قادرة على تنفيذ البنود المتبقية لدمار الوطن العربي والوصول به الى الهاوية ووضع إطار جديد ومنهجية تحكم بالشعوب العربية من خلال أشخاص مرتبطين بالفكر الاستعماري الحديث والمرتكز على الاقتصاد وسحب مكونات الاقتصاد العربي الى دول العالم الاول بعد طمس الغيرة العربية ما بين العربي واخوه العربي وطمس الاهتمام المشترك بين الدول العربية والوصول الى مجتمعات عربية تفكر فقط بالقشرة الخارجية للحضارة الغربية .
يلاحظ الان اشتداد الازمة على الاردن واصبح المواطن العادي صاحب نظرة واقعية لما يحدث في محيط الدولة الاردنية وان الخطر قريب وليس ببعيد وفي النهاية لا يستهان بالعدو المحيط بنا رغم قناعة المواطن بأن الاردن عندما يجرب من قبل الاخرين كان دائما يضع اصحاب التجربة في زاوية ضيقة تذهل الجميع رغم ما يقال عن الاردن بانه بلد قليل الامكانيات صغير الحجم وقليل العدد ، نعم نعي جيدا ان الخطر يحيق بنا من الجهات الاربعة وقوة الخطر في ازياد واضح رغم كل ما يبذل من قبل الاطراف الاخرى في محاصرته ووقفه عند حده رغم زيادة الشكوك في الاونة الاخيرة من سلامة النية والمقصد وشكوك في مكانها عندما تتحدث عن دول العالم الكبرى ومنذ سنوات تحارب وتقصف وتدمر لم تستطع انهاء ملف واحد من ملفات الصراع في الوطن العربي وعودة الامور الى وضعها السليم .
أصبح الفكر الاردني ان كان من النخبة او المواطن العادي يضع الدولة الاردنية في مقدمة الاهتمام في المرحلة الحالية وهدف المواطن ان يكون جندياً للوطن والابتعاد الان عن إثارة قضايا تشغل الاردني عن النظر صوب الحدود والتركيز جيدا على تفهم طبيعة الوضع الحالي والابتعاد عن تأويل وتحريف أي خبر او قرار وتلبيسه غير ما فصل له نحن الان نقف بكل قوة مع الدولة الاردنية ونرحل جدالنا ومعارضتنا للاخرين والسياسات العامة لما بعد تجاوز هذه الاخطار المحيطة بالاردن والجميع يتفق على حب الاردن ونختلف على الاشخاص والسياسات والمطلوب وضعها جانبا الى ان تعاد موازين الاستقرار لهذا الاقليم وابعاد الترقب والخوف على وطننا والاطمئنان على سلامة الاردن من شماله الى جنوبه ومن غربه الى شرقه بإذن الله تعالى ونحن على مستوى المسؤولية والحمل المفروض على الاردن وقيادته وشعبه الذي عانى كثيرا من تبعات ترهل الانظمة الاخرى وحروبها بأن فتح ارضه لابناء تلك الدول وقدم لهم ما يقدم للاردني بكل أخلاص للعروبة والدين والانسانية .
هنا تأتي أصالة المواطن ودوره الكبير في قراءة المرحلة جيدا والوقوف بكل قوة مع الدولة الاردنية ومواجهة المصير المشترك بكل انتماء ووطنية معروفة عن الاردني الذي خاض في السابق أكثر من ذلك وثبت بانه منتمِ ومخلص ويفتدي بكل ما يملك وطنه وفي النهاية لا نقول سوء حمى الله الاردن وشعبه واعانه على تجاوز الاخطار المحيطة بنا والتفرغ لبناء الوطن .