رجل تحت الإشارة الضوئية

أخضر، أصفر، أحمر!.. هو يلتزم بالإشارات أكثر من السواقين، ويراقبها  بيقظة شرطي سير  نشيط... فهو ثابت مثل عمود الإشارة حتى نهاية النهار، جرائده ملفوفة بقطعة نايلون عملاقة، وترقد فوقها حجر اختاره كيفما اتفق.عندما تحمّر الإشارة عيونها في وجوه السائقين، يقفز مثل الكنغر، حاملا بعضا جرائده، لعله يبيعها قبل تحول لون الاشارة الى الاخضر .... يدور بصحيفته مثل راية تبحث عن قائد. بضاعته لا تحتمل التأجيل، وتفقد قيمتها السوقية صباح الغد، لذلك فعليه ان يبيع اكبر قدر ممكن منها خلال ساعات النهار ، تحديدا خلال فترة الصباح وقبل ان يسبقه الباعة الاخرون، من الزملاء الذين يبيعون ذات الجريدة، أو من «العزّال» الذين يبيعون الصحف المنافسة. يستخدم افضل وسائل الاقناع الممكنة... ينادي بالعناوين الكبيرة... لكنها شحيحة هذه الايام...عدا المناسبات: - اسعار المشتقات البترولية الجديدة - نتائج التوجيهي - اسماء المقبولين بالجامعات الأردنية - معدلات القبول - الرواتب اليوم وهكذا.... لم يبق في الاخبار السياسية ما يشد الناس في عصر الهزيمة والاحباط. يسابق الاشارة .. يلحق اللون الاخضر، يعطي الجريدة للسائق او لأحد الركاب، يأخذ النقود ويعيد الباقي ..يفعلها مرات عدة ما بين الاخضر والأحمر. يحاول ان يكون مثل اللون الاصفر منسلا بين لونين... احدهما يوقف المارة ،والاخر يوقف السيارات. هو ايضا مثل اللون الأصفر: لا تشعر به كلون مستقل، انما كرحلة انتقالية ... انه فعلا مرحلة انتقالية بين المطبعة والقارئ!!!! انه البياع الاصفر